1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تهديدات "القاعدة" ضد فرنسا تزيد المخاوف على حياة رهائن أوروبيين

١٨ أغسطس ٢٠١٠

تثير تهديدات وجهها تنظيم" القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ضد فرنسا، تساؤلات لدى خبراء الإرهاب حول جدية تلك التهديدات، بينما تتزايد المخاوف على حياة بعض الرهائن الأوروبيين الذين ما يزالون قيد الاختطاف في الصحراء الكبرى.

https://p.dw.com/p/Opgw
ميشال جرمانو الرهينة الفرنسي يظهر في شريط فيديو بثته قناة الجزيرة القطرية بضعة أشهر قبل اعدامه من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلاميصورة من: picture alliance / dpa

بعد أسابيع قليلة من اعلان تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" إعدام الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو، وجه التنظيم الارهابي تهديدات لفرنسا وذلك في بيان نشر على مواقع لمتشددين اسلاميين على الانترنت. وتضمن بيان نسب الى ابو انس الشنقيطي احد قادة تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي تهديدات ب"الإنتقام" من فرنسا على خلفية عملية مشتركة فرنسية موريتانية نفذت في 22 يوليو/تموز الماضي ضد موقع لتنظيم القاعدة.

ويعتقد بوزيد بومدين الخبير الجزائري في شؤون الارهاب، والأستاذ بكلية العلوم الاجتماعية بوهران، في حوار مع دويتشه فيله، إن" تهديد القاعدة لفرنسا ليس الأول من نوعه" ويعتقد ان تلك التهديدات لا تتجاوز في "غالب الأحيان محاولة عمليات اختطاف سياح فرنسيين وأوروبيين في منطقة الساحل والصحراء". وبرأي الخبير الجزائري فإن اطلاق تنظيم " القاعدة" تهديداته ضد فرنسا يثير تساؤلات حول خلفيات صدورها توقيتها.

سياح أوروبيون في مرمى الارهابيين

Österreichische Geiseln in Al Kaida Gefangenschaft in Nordafrika Tunesien Algerien 2008
عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي أثناء احتجازهم عام 2008 لرهينة نمساوي تم اطلاق سراحه لاحقا مقابل فديةصورة من: picture-alliance/dpa

ووصف بيان ابو انس الشنقيطي احد قادة تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه"عدو الله" وخاطبه قائلا" لقد ضيعت الفرصة على نفسك وفتحت باب البلاء على بلدك"، وهاجم البيان الرئيس الفرنسي بسبب تدخل فرنسي في عملية قامت بها قوات الجيش الموريتاني ضد موقع للتنظيم في احدى المناطق الحدودية بين مالي وموريتانيا، وذلك بهدف تحرير الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو ( موظف بإحدى المنظمات الانسانية) الذي اعلن لاحقا اعدامه.

وكانت فرنسا قد تعهدت، وعلى لسان الرئيس ساركوزي، ب"حرب لا هوادة فيها ضد الارهاب"، واكد الرئيس الفرنسي إثر اعدام الرهينة الفرنسي(عمره 78 عاما) بأن " الجريمة التي ارتكبت بحق جرمانو لن تمر دون عقاب".

وبرأي الباحث الجزائري بوزيد بومدين فإن تهديدات القاعدة تأتي بالفعل على خلفية العملية الفرنسية الموريتانية المشتركة، ورغم انطواء تلك التهديدات على عبارات مثل "الانتقام" لقتلى العملية (عددهم ستة)، فإنها "قليلة التأثير" ولن تتجاوز ما دأب التنظيم الارهابي على القيام به، مثل محاولات اختطاف سياح فرنسيين وأوروبيين.

ولم يستبعد الخبير الجزائري ان يسعى التنظيم لاستهداف مصالح فرنسية في الجزائر او المغرب، ولكنه قلل من امكانية وقوع ذلك بسبب الحملات الأمنية الواسعة التي يقوم بها الجيش الجزائري من ناحية وكذلك العمليات الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية المغربية من خلال تفكيكها لبعض الخلايا الارهابية، وهو ما يفسر، حسب الخبير الجزائري، انحصار عمليات القاعدة في مناطق الصحراء الافريقية الشاسعة التي يصعب السيطرة عليها بشكل تام.

وتبدي دوائرغربية مخاوفها من اقدام التنظيم على عمليات انتقام ضد بعض السياح الاوروبيين الذين ما يزالون قيد الاحتجاز لدى التنظيم الذي يتركز نشاطه في السنوات القليلة الأخيرة في منطقة الصحراء الكبرى التي تمتد بين الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وصولا نيجيريا في غرب القارة الافريقية.

"انقسامات في صفوف تنظيم القاعدة"

Mauretanische Armee Terrorbekämfung in der Sahara
عناصر من الجيش الموريتاني في عملية مراقبة للمناطق الحدودية مع ماليصورة من: Mohamed Mahmoud Aboumaaly

وفي تحليله لخلفيات صدور تهديدات تنظيم القاعدة وبتلك الحدة ضد الرئيس الفرنسي، يرى الخبير الجزائري بوزيد بومدين ان التنظيم الارهابي يلجأ لمثل هذا الخطاب لتوجيه الأنظار بعيدا عن "الحقيقية التي يجتازها التنظيم حاليا" موضحا ان " تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يشهد في الآونة الأخيرة تراجعا وانقسامات" وأضاف بومدين ان "عددا من قادة التنظيم واعضائه يلقون السلاح ويعلنون توبتهم"، وذلك تحت وطأة الحملات الأمنية التي تقوم بها دول المنطقة، مشيرا على الخصوص الى عمليات واسعة النطاق يقوم بها الجيش الجزائري ضد التنظيم الذي انبثق قبل سنوات قليلة عن "جماعة الدعوة والقتال" الجزائرية ويعتقد ان عناصرها ما يزالون يشكلون العمود الفقري للتنظيم.

لكن رأي الخبير الجزائري لا يتفق بشكل تام مع بعض التقارير الاميركية والأوروبية التي صدرت في الآونة الأخيرة وآخرها التقرير السنوي حول الارهاب الذي تصدره وزارة الخارجية الأميركية والذي "أشاد بالجهود التي تقوم بها الجزائر لمكافحة الجماعات الارهابية" لكن التقرير أشار الى استمرار مخاطر تنظيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء الكبرى.

فرنسا تعهدت بعدم التراجع في حربها ضد الارهاب

Frankreich Nationalfeiertag Truppen Soldaten Afrika Paris Sarkozy
الرئيس ساركوزي أثناء استقباله رؤساء دول افريقية أثناء احتفال فرنسا بالعيد الوطني في 14 يوليو/ تموز الماضي، الذي شاركت فيه رمزيا قوات افريقية.صورة من: AP

ويشير التفاوت في تقديرات حجم خطر الجماعات الارهابية في منطقة الساحل والصحراء بين الدوائر الاوروبية والاميركية من ناحية وسلطات بعض دول المنطقة وخصوصا الجزائر، الى عدم تطابق وجهات النظر حول مسألة تدخل قوات أوروبية أو أميركية مباشرة عبر عمليات مشتركة مع دول المنطقة لتعقب الجماعات الارهابية.

وكان رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا فيون قد أكد اخيرا اثر اجتماع لمجلس الأمن والدفاع الفرنسي بأن بلاده"ستعزز جهودها لمكافحة الجماعات الارهابية، وخصوصا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" وأشار في هذا الصدد الى اتفاق تم التوصل اليه مع موريتانيا لتعقب الارهابيين، وأوضح بأن فرنسا " لن تتراجع عن هذا النهج".

وبرأي الخبير الجزائري فإن التدخل الفرنسي المباشر في عمليات مفاوضات مع جماعات مسلحة تختطف سياحا أو عمليات عسكرية مشتركة مع بعض دول المنطقة لن "تكون لها نتائج ايجابية"، معربا عن اعتقاده بأن "أنجع سبيل للقضاء على عناصر القاعدة يتم عبر دعم التعاون الأمني والاستراتيجي بين دول المنطقة وليس إضعافه بالاعتماد على تدخل من خارجها". واعتبر بومدين ان الخطر الحقيقي الآن يكمن في تداخل نشاط الجماعات الإرهابية مع شبكات التهريب والمخدرات والجريمة المنظمة في منطقة الصحراء الكبرى، وهو ما يضفي برأي الخبير الجزائري "بعدا جديدا وغير مسبوق في استراتيجيه تنظيم القاعدة".

ولاحظ الخبير الجزائري أن تنظيم القاعدة يحاول كذلك استغلال مشاكل قائمة بين سلطات بعض الدول الافريقية وجماعات سياسية محلية متمردة، وهو ما يساهم في تعقيد ظروف الحرب على الارهاب، لكنه يعتقد أن دعم استقرار تلك الدول والعمل على حل مشاكلها الداخلية، "سيساهم في مزيد من تضييق الخناق على الارهابيين".

الكاتب: منصف السليمي

مراجعة: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد