1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تلفزيون مصر: نعم للمذيعات المحجبات؟

٢ يناير ٢٠١٢

لا يرى بعض المصريين عيباً في حجاب مذيعات شبكات التلفزة، لكن الحجاب كان ممنوعاً على مذيعات القنوات الرسمية في عهد مبارك، ومنهن لمياء حسين التي منعت عن العمل بسببه، بعد الثورة كسبت الدعوى وعادت للتلفزيون وبعشرين ألف جنيه.

https://p.dw.com/p/13czW
إمرأة محجبة تسير امام يافظة سياسية بالقاهرةصورة من: dapd

هل تملك مذيعة التلفزيون الحق في ارتداء الحجاب؟ سؤال قد يبدو ساذجاً إذا ما اعتبرنا الحجاب جزءا من حرية الإنسان في اختيار الملبس الذي يفضله، لكن السؤال يتخذ بعداً آخر إذا ما نظرنا إليه باعتبار المذيعة التلفزيونية واجهة إعلامية تدخل بيوت الناس كل ليلة وتؤثر في تشكيل وعيهم بشكل مباشر.

في فضاء هذا السؤال وفي خضم التغيرات التي تشهدها مصر بعد إسقاط نظام حسني مبارك، قضت محكمة القضاء الإداري في الإسكندرية بإلغاء قرار وزير الإعلام السابق القاضي بمنع لمياء السيد حسين وهي مذيعة ربط في القناة الخامسة الرسمية من الظهور على شاشة التلفزيون لارتدائها الحجاب، كما قررت المحكمة تعويضها بمبلغ 20 ألف جنيه عن الأضرار التي أصابتها جراء القرار.

دويتشه فيله تكلمت إلى المذيعة لمياء السيد حسين فرفضت الإدلاء بأي حديث بهذا الخصوص، قائلة: "إنها تعمل في إحدى شبكات التلفزة منذ 1 آذار/ مارس عام 2011 وليس عندها مشكلة مع وزارة الإعلام الحالية".

صعوبات كبيرة

عن موضوع المذيعات المحجبات المذيعة تقول مها مدحت، مدير عام البرامج الدينية في القناة الأولى من التلفزيون المصري الرسمي، في حديث مع دويتشه فيله: "الحجاب فرض إسلامي لكنه ليس إلزامياً بالنسبة للمذيعة في التلفزيون، لكني وعلى المستوى الشخصي واجهت صعوبات كبيرة في العمل في التلفزيون المصري الرسمي منذ التحاقي به عام 2003، حين كان صفوت الشريف وزيرا للإعلام، حيث كن المذيعات جميعاً يمنعن عن ارتداء غطاء الرأس أثناء ظهورهن على الهواء. وتضيف مدحت: "في مواجهة ذلك رفعتُ دعوى في مجلس الدولة، لكن قبل الجلسة الختامية للمجلس سمح لي مسؤولو التلفزيون بالظهور على الشاشة بشكل ضئيل ولفترة قليلة، وبذلك سقطت شكواي التي قدمتها، وبقيت لسنتين مذيعة ربط أقدم العمل بكلمتين فقط ومنعتُ من إجراء أي حوار".

إعلام "علماني" أم معيار شكلي؟

المدون المصري المعروف وائل عباس تحدث إلى دويتشه فيله من القاهرة معتبراً "أن ارتداء المذيعات للحجاب أم عدم ارتدائه يعتمد على وسائل الإعلام التي تحتضن المذيعات، إذ توجد قنوات دينية تحتضن المذيعات المحجبات. كما أن قنوات إخبارية عربية كالجزيرة توظف مذيعات محجبات دون أن تجد في ذلك حرجاً أو مشكلة، أما قنوات التلفزة المصرية الرسمية في نظام مبارك فقد كانت تعارض الحجاب لأنها كانت تريد أن تظهر إعلام الدولة باعتباره إعلاماً علمانياً".

توجهات الإعلام ترتبط في اغلب الأحيان بحاجة المتلقي ومدى استجابته للخطاب الإعلامي لمحطة أو صحيفة بعينها، وفي هذا الشأن يقول وائل عباس" حين تتوفر حرية إعلام حقيقية، يكون الأمر متروكاً للسوق، بمعنى أن بعض القنوات سوف تختار المحجبات للعمل كمذيعات فيما ستتجنب قنوات أخرى توظيف المحجبات، يشبه هذا موضوع الشروط التي تطلبها بعض المحطات في أن تكون المذيعة بيضاء أو سمراء أو طويلة، وهذا سيكون مجرد معيار شكلي للعمل، أي هو معيار سوق".

ماذا يريد الجمهور؟

وقد يُفسر قرار المحكمة في ظل حقيقة أن التوجه الديني الذي يسود المشهد المصري يرجح توظيف مذيعات محجبات، وهذا يعني أن بعض جمهور التلفزيون يفضل أن تخاطبه مذيعات محجبات، لكن وائل عباس لا يتفق مع هذا الرأي. ويرى المدون المصري "أن المتلقي يشاهد كل شيء، ولا يمكن القول إنه يفضل نمطاً معيناً من المذيعات، فهو يتفرج على قنوات الرقص الشرقي، ثم يتحول نفس المتلقي إلى مشاهدة القنوات الدينية التي لا تضم مذيعات وتقتصر على الرجال من المذيعين، لذا لا يمكن القول أن هناك اتجاهاً عاماً باتجاه تفضيل المذيعة المحجبة".

Ägypten Kairo Proteste Demonstranten
الصحافة واجهت شرطة وجيش النظام السابقصورة من: picture alliance/dpa

لكن المذيعة مها مدحت ترى أنه لابد من وجود فرق بين التلفزيون المسؤول والتلفزيون غير المسؤول حسب تعبيرها، "ففي التلفزيون المسؤول عليّ ملاحظة كيف اظهر على الشاشة، ماذا البس، كيف أتصرف، ماذا أقول؟ كيف أصل بالمعلومة إلى المتلقي؟ وهذا يعني سؤالاً أكبر، ما نوع ثقافتي؟ المسألة ليست قضية ملابس، بل تتعلق بالجوهر."

هل الحجاب إعلان سياسي؟

ويثر حجاب المذيعات بشكل عام أسئلة عن رسالة سياسية تتوخى المذيعة إيصالها إلى الجمهور من خلال هذا الحجاب، وقد كانت فضائية الجزيرة القطرية سبّاقة في وضع المذيعات المحجبات على شاشاتها، لكن مها مدحت ترى "أن حجاب المذيعات في مصر في هذه المرحلة اتخذ طابعاً سياسياً، لكن قبل التغيرات كان للحجاب بعداً اجتماعياً، فالتي لا تملك مالاً للذهاب إلى صالونات تصفيف الشعر، كانت ترتدي الحجاب، والتي كانت تروم الزواج كانت تغطي شعرها". وتضيف المذيعة المصرية قائلة: "لمن يقول إن قرار محكمة الإسكندرية بإلغاء قرار منع إحدى مذيعات القناة الخامسة من الظهور على شاشة التليفزيون لقيامها بارتداء الحجاب هو انتصار للإسلاميين أقول: بغض النظر عن شكل التوجه السياسي الذي تسير فيه مصر فإن على الإنسان أن ينفذ تعاليم دينه، وأنا لا انتظر أن يصل الإسلام السياسي إلى السلطة لأنفذ تعاليم ديني. أنا أحاول أن أنفذ هذه التعاليم مع نفسي وفي محيط أسرتي".

المذيعة مها مدحت وفي ختام حديثها مع دويتشه فيله أشارت إلى أنها أم لبنتين أحداهما متزوجة وتعيش في أمريكا، والأخرى معيدة في الجامعة تعيش في القاهرة وكلتاهما لا ترتديان الحجاب، ولكنهما محتشمتان.

ملهم الملائكة

مراجعة: عماد غانم