1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ترشيح الفيلم الألماني الإنتاج "المزورون" لجائزة الأوسكار

هشام العدم٣٠ يناير ٢٠٠٨

يعالج الفيلم الألماني "المزورون" إحدى أكبر عمليات تزييف النقود، التي حاول النازيون تنفيذها لإلحاق خسائر مادية كبيرة في اقتصاديات دول الحلفاء. الفيلم رشح للحصول على جائزة أوسكار عن أفضل فيلم أجنبي.

https://p.dw.com/p/CyoJ
أضحت الحقبة النازية مادة لكثير من الأفلام في السنوات الأخيرةصورة من: Beta Cinema

شهدت العاصمة الألمانية في السنوات الأخيرة إنتاج مجموعة كبيرة من الأفلام السينمائية والأفلام الوثائقية التي تكشف فظائع الرايخ الثالث والتي أكدت تحرك المخرجين الألمان للإمساك بزمام قيادة تاريخهم بعد مرور 75 عاما على اعتلاء هتلر السلطة. ولذا أضحت مشاهد جنود النازيين والدبابات وهي تجوب الشوارع أو حتى الظهور المفاجئ للزعيم هتلر في المؤتمرات الشعبية الضخمة، التي تجسدها الأفلام التي تعالج هذه الفترة التاريخية، لتبدو في تناقض تام مع برلين الحديثة، التي صارت منذ انهيار الشيوعية قبل 18 عاما، واحدة من أكثر العواصم الأوروبية نشاطا وحركة.

ومن بين الأفلام التي تحاول أن تجسد فصول الحقبة النازية بطريقة معاصرة من خلال المعالجة الدرامية، فيلم "كاونتر فايترز" أو "المزورون". يصور هذا الفيلم بطريقة مثيرة ومشوقة إحدى عمليات التزييف الكبرى، التي حاول النازيون تنفيذها للإيقاع بالحلفاء ماديا وعسكريا. وقد لقي هذا الفيلم استحسانا عالميا، حيث تم ترشيحه لنيل جائزة أوسكار عن أفضل فيلم أجنبي لهذا العام.

"الأقفاص الذهبية"

27.03.2007 K21 Die Fälscher 1
المطابع والأوراق الخاصة بعملية التزييف

وتتلخص القصة في أن النازيين قاموا بإجبار 142 سجينا ومعتقلا أودعوا في معسكر الاعتقال؛ ساكسن هاوزن شمالي برلين، على تزييف أوراق نقدية من العملتين الأمريكية والبريطانية، في محاولة من النظام النازي لزعزعة النظام الاقتصادي في هذين البلدين وبالتالي العمل على انهياره .

وقد تم تأهيل هؤلاء السجناء للقيام بعمليات التزييف من خلال عقد ورشات عمل خاصة، كانت تعقد في أكواخ خشبية خصصت لهذا الغرض في معسكر ساكسن هاوزن، وكانت مزودة بمطابع وأختام خاصة. وكحوافز لهؤلاء السجناء تم منحهم امتيازات خاصة، فمثلا كانوا يحصلون على كميات إضافية من الطعام، بالإضافة إلى تزويد الأكواخ الخشبية الخاصة بهم بحمامات نظيفة وحتى بطاولات تنس. وفي ضوء مثل هذا الامتيازات لا غرابة أن يقوم هؤلاء السجناء بإطلاق اسم "الأقفاص الذهبية" على تلك الأكواخ.

كتاب "المنشأة الشيطانية"

Der Fälscher, Karl Markovics (Salomon Sorowitsch)
احدى مشاهد الفلم داخل مركز الاعتقال ساكسن هاوزنصورة من: Beta Cinema

وقصة هذا الفيلم، الذي أخرجه شتيفان روزوفيتسكي، مستوحاة من كتاب "المنشأة الشيطانية" للكاتب أدولف بورجر. في هذا الكتاب، تحدث بورجر عن المنشآت الخاصة بعمليات تزييف النقود، التي أنشأها النازيون في معسكر ساكسن هاوزن وورشات التأهيل والتدريب، التي كانت تنظم من أجل تدريب هؤلاء السجناء على كيفية القيام بعمليات التزييف. ويرى كثير من الباحثين أن هذا الجزء من تاريخ النازية ليس معروفا كثيرا، وهو ما كان حافزا للقائمين على الفيلم لتسليط الضوء على هذا الجانب من الحقبة النازية. يذكر أن روزوفيتسكي قد أخرج من قبل أفلام "تيمبو" و "اناتومي "1 و "اناتومي "2.

وقال منتجا الفيلم بابيتي شرودر ونينا بولمان إن فكرة الفيلم قد ولدت قبل ست سنوات بعدما قرآ كتاب "المنشأة الشيطانية". وقال شرودر: "في هذه الأثناء ولدت فكرة هذا الفيلم، حيث تملكنا شعور بأن هذا قد يكون مناسبا لمادة فيلمية مثيرة وممتعة في آن واحد". وأضاف أنه بعد ذلك قد بدأت عملية إعداد المادة التاريخية والرجوع إلى الأرشيف والتمحيص في الروايات المختلفة حول عمليات التزييف هذه.

مسألة وجود

27.03.2007 K21 Die Fälscher 2
مشهد لإحدى عمليات التزييف

كما يحاول هذا الفيلم الإجابة عن بعض التساؤلات التي كانت تشغل بال السجناء وتستحوذ على مساحة كبيرة من تفكيرهم، فهم من جهة بتعاونهم مع النازيين يضمنون بقاءهم على قيد الحياة، ولكن من جهة أخرى رفض القيام بعمليات التزييف يعرضهم لعقوبة القتل. ولكن رغم كل هذه التناقضات والتساؤلات يخلص الفيلم إلى نتيجة مفادها أن غريزة البقاء على قيد الحياة كانت هي الباعث الأكبر للتعاون مع النازيين.

وكذلك من الأمور المثيرة التي يحاول فيلم "المزورون" تسليط الضوء عليها ذلك الخلاف والاختلاف بين السجناء ذاتهم، فمثلا محاولات السجين سالمون سمولينوف والذي كان متخصصا في تزييف الدولار الأمريكي كان لا يكتب لها الكثير من النجاح كون السجناء الآخرين كانوا يقومون بتخريب محاولاته وخططه لإنتاج دولارات تضاهي الدولار الحقيقي بشكل كبير، مما يكشف أيضا أن هناك صراعا خفيا بين الأسرى أنفسهم.

وعلى الرغم من ذلك كله فإن هذه المحاولات جميعا سرعان ما تبخرت ولم يكتب لها نجاح كبير كون الحلفاء ما لبثوا أن اقتحموا برلين، حيث لم يكن هناك متسع من الوقت لطبع العملات المزيفة وإخراج خطط النازيين إلى حيّز التنفيذ.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد