1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بروكسل تدعو ليبيا الى التراجع عن حكم الاعدام على الممرضات البلغاريات

دويتشه فيله + وكالات (ن.ش.)١٩ ديسمبر ٢٠٠٦

الاتحاد الأوروبي يعرب عن خيبة أمله من الحكم على خمس ممرضات بلغاريات اضافة الى طبيب فلسطيني بالاعدام ويدعو الى الافراج عنهم. تداعيات سلبية محتملة على علاقات طرابلس بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إذا نفذ الحكم.

https://p.dw.com/p/9ZzD
احدى الممرضات الليبيات خلف قضبان المحكمة الليبيةصورة من: AP

دعا المفوض الاوروبي للعدل فرانكو فراتيني ليبيا الى العودة عن حكم الاعدام الجديد الذي اصدره القضاء الليبي اليوم الثلاثاء على خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني، معتبرا انه يشكل "عقبة على طريق التعاون" مع الاتحاد الاوروبي. وقال فراتيني لدى خروجه من جلسة استماع في البرلمان الاوروبي في بروكسل "هذا القرار صدمني. انه خيبة امل كبرى". وتابع "آمل بقوة ان تعود السلطات الليبية عن هذا القرار" الذي وصفه بانه "اشارة خطيرة" و"عقبة على طريق التعاون مع الاتحاد الاوروبي"، مذكرا بان بلغاريا ستنضم الى الاتحاد الاوروبي في الاول من كانون الثاني/يناير. وأما وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ققد قال بأنه "صدم" باحكام الاعدام، داعيا القضاء الليبي الى "الرأفة". واضاف ان "فرنسا تأسف للحكم (..) وتتلمس رأفة الهيئات الليبية التي سيتم التوجه اليها طبقا للاجراءات المشروعة المتاحة للمتهمين". وصرح احد محامي الدفاع عن الممرضات والطبيب ان موكليه سيتقدمون بطلب اخير للطعن في الحكم. وشدد دوست بلازي على ان فرنسا والاتحاد الاوروبي "يعارضان بشكل جوهري" عقوبة الإعدام.

وفي معرض تعليقه على قرار المحكمة الليبية عبر وزير الخارجية الألماني عن "صدمته" لهذا القرار أيضا. وأضاف الوزير الألماني أن المحاكمة "لا تتوافق والمعايير الدولية،" وذلك في مؤتمر صحفي له في بروكسل. كما أعرب الوزير الألماني عن أمله بأن تتم "مراجعة" لهذا الحكم من قبل المحكمة العليا الليبية. وفي الوقت ذاته عبّر الوزير عن القول بأن "بلاده والاتحاد الأوروبي سيمارسان مزيدا من الضغوط على ليبيا من أجل دفعها للتوصل إلى تسوية بهذا الشأن."

Frank-Walter Steinmeier reist in den Nahen Osten
وزير الخارجية الالماني يشعر بالصدمة بسبب الحكمصورة من: AP

ومن ناحيتها حضت بلغاريا على لسان رئيس برلمانها غورغي بيرينسكي ليبيا على "عدم تنفيذ" احكام الاعدام التي اصدرها القضاء الليبي اليوم." وقال بيرينسكي ان بلغاريا "على قناعة راسخة بان مثل هذه الاحكام لا يمكن ولا يجب ان تنفذ ونوجه نداء ملحا الى ليبيا من اجل ان لا تسمح" بذلك. ورأى وزير الخارجية ايفايلو كالفين الذي سيلتقي وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الثلاثاء في الولايات المتحدة ان قرار المحكمة الليبية "مخيب كثيرا للامال". وقال في تصريح للاذاعة الوطنية ان "المحكمة الليبية ربطت فاجعة الاطفال الذين اصيبوا بعدوى الايدز بعمل ممرضاتنا وضللت بذلك المجتمع الليبي". واضاف ان صوفيا ستقوم بمساع لدى طرابلس و"جميع شركائها الدوليين" من اجل التوصل الى اعادة الممرضات الى بلادهن. واصدر القضاء الليبي اليوم الثلاثاء حكما بالاعدام على الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني بعد ادانتهم بتهمة حقن اطفال ليبيين بفيروس الايدز. وصرح احد محامي الدفاع عن المتهمين ان موكليه سيتقدمون بطلب اخير للطعن في الحكم امام المحكمة العليا الليبية.

واصدر القضاء الليبي اليوم الثلاثاء حكما بالاعدام على الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني بعد ادانتهم بتهمة حقن اطفال ليبيين بفيروس الايدز. وكان الحكم موضع ترقب كبير لدى الاسرة الدولية وعلى الاخص الاتحاد الاوروبي الذي يعتبر المتهمين ابرياء ويدعو الى اطلاق سراحهم. وكان قد حكم على الستة الموقوفين منذ 1999 بالاعدام في السادس من ايار/مايو 2004. الا ان المتهمين استأنفوا الحكم امام المحكمة العليا الليبية التي امرت في 25 كانون الاول/ديسمبر 2005 باعادة محاكمتهم. وتم النطق بالحكم بحضور المتهمين الستة الذين اجهشوا بالبكاء عند سماعهم العقوبة التي صدرت في حقهم.

بالمقابل احتفلت عائلات الضحايا امام مقر المحكمة في طرابلس بالحكم الذي اعتبروه "عادلا". والممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني متهمون بنقل فيروس الايدز الى 426 طفلا ليبيا في مستشفى بنغازي مات منهم 52، وقضت اخر ضحية وهي فتاة في التاسعة في 24 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

العلاقات الامريكية الليبية قد تتحسن اذا أفرج عن الممرضات

Gaddafi und Prodi, EU
تداعيات سلبية محتملة على علاقات ليبيا مع الغرب في حالة تنفيذ الحكمصورة من: AP

قال محللون أمس الاثنين ان علاقة ليبيا بالولايات المتحدة قد تتحسن اذا أفرجت ليبيا عن المتهمين. ولكن قد لا يكون لذلك أي مزايا سريعة وملموسة لطرابلس. وأكد مسؤول أمريكي بارز أن الحكم لن يكون الخطوة الاخيرة في العملية القانونية الليبية، قائلا انه يمكن استئنافه أمام المحكمة العليا الليبية وقد يرفع بعد ذلك الى "المجلس الاعلى للهيئات القضائية" الليبي الذي قد يمنح العفو. وحتى إذا أفرج في نهاية الامر عن الستة، الا أن المحللين لم يتوقعوا ردا سريعا من الولايات المتحدة بسبب القضايا القائمة مثل تفجير عام 1986 لمرقص ألماني كان يستخدمه الجنود الامريكيون وتفجير لوكربي عام 1988 والذي ألقى الغرب باللوم فيهما على ليبيا.

وقال ديفيد ماك من معهد الشرق الاوسط ومقره واشنطن والذي زار ليبيا في وقت سابق من الشهر الحالي عن أثر الافراج عن الممرضات والطبيب الفلسطيني على العلاقات الأمريكية الليبية "سيساعد ذلك بالتأكيد." يذكر أن العلاقات بين ليبيا والولايات المتحدة تحسنت بعد قرار ليبيا عام 2003 التخلي عن أسلحة الدمار الشامل حيث رفعت واشنطن العقوبات الاقتصادية وأزالت اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب واستأنفت العلاقات الدبلوماسية معها. ولكن الخطوتين اللتين لم تتخذهما واشنطن هما تبادل السفراء وإرسال وزيرة الخارجية الأمريكية في زيارة لطرابلس. وأضاف ماك "لا أعتقد أن مجرد حل قضية الممرضات البلغاريات سيحقق ذلك" مشيرا الى أن التوصل لتسوية بخصوص تفجير عام 1986 في مرقص ببرلين الغربية والذي أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى واصابة أكثر من 200 قد يكون أكثر أهمية لواشنطن. ولم تقبل ليبيا دفع تعويضات لضحايا هذا الهجوم. وبالرغم من أنها توصلت لحل بدفع تعويضات لعائلات ضحايا لوكربي تبلغ عشرة ملايين دولار للضحية الواحدة الا أنها لم تدفع بعد اخر مليوني دولار مستحقة لكل عائلة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد