1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انخفاض نسبة الإقبال على التجنيد في الجيش الأمريكي يثير مخاوف صناع القرار

مهنة الجندية تفقد رونقها في أمريكا، فالجيش الأمريكي يعجز للشهر السادس على التوالي عن تحقيق نسبة التجنيد المطلوبة منه. والسبب هو تدهور الوضع الأمني في العراق، فصور الحطام والدماء تنفر المزيد من الشباب من التجنيد في الجيش.

https://p.dw.com/p/6nLw
جندي أمريكي في موقع أحد التفجيرات في العراقصورة من: dpa

مهنة الجندية تفقد رونقها في أمريكا، فالجيش الأمريكي يعجز للشهر السادس على التوالي عن تحقيق نسبة التجنيد المطلوبة منه. والسبب هو تدهور الوضع الأمني في العراق، فصور الحطام والدماء تنفر المزيد من الشباب من التجنيد في الجيش..

توقفت الصحف وقنوات البث التليفزيوني منذ فترة عن عرض الأخبار والصور المتعلقة بالتفجيرات في العراق نظراً لتكرارها اليومي الذي لا ينقطع. باستثناء العمليات الكبيرة التي تودي بحياة أعداد كبيرة من العسكريين أو المدنيين كالتفجير الذي وقع أمام مصرف في مدينة كركوك شمال العراق وسقط فيه 29 شخصاً على الأقل كانوا يصطفون لتقاضي معاشاتهم، وهو التفجير الذي أدى أيضاً إلى إصابة 63 آخرين، أو التفجير الذي وقع في قاعدة عسكرية أمريكية في تكريت وأودى بحياة عشرين جندي أمريكي على الأقل. كما أن صور حطام السيارات المنفجرة أو صور المواطنين الذين يسبحون في دمائهم، والتي تذاع عبر قنوات التليفزيون الأمريكية في أوقات الذروة، تؤدي إلى نتيجة سلبية تخشى منها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وهي إظهار العراق على أنه "أفظع مكان على وجه الأرض" بسبب الوضع الأمني المتدهور وبالتالي إخافة الشباب الأمريكي وثنيه عن الالتحاق بالجيش.

خسائر الجيش الأمريكي فاقت 1700 قتيل

Brennende Pipeline im Iraq
صور الإنفجارات أصبحت روتينا يومياصورة من: AP

شهد عدد المتقدمين للالتحاق بالجيش الأمريكي تراجعاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، ورغم تعليل البنتاغون ذلك بتحسن الوضع الاقتصادي في أمريكا، يرى كثير من المعلقين أن السبب الحقيقي يعود إلى الخوف من التعرض إلى الخطر. وليس خطر السقوط ضحية التفجيرات المتكررة هو ما يخيف الجنود في العراق فحسب، ولكن أيضاً ظروف العمل القاسية، خاصةً تلك التي يتعرض لها الجنود غير المحاربين والذين يشكلون في العراق بجانب الحرس الوطني 40 بالمائة من حجم القوات العاملة. هؤلاء الجنود يعانون من فترات خدمة طويلة في أفغانستان والعراق، كما يضطرون إلى التحرك المفاجئ من موقع إلى آخر دون إبلاغهم سوى بوقت قصير قد يصل إلى ثلاثة أيام فقط، إضافةً إلى مشاكل الإمدادات والمؤن. كل ذلك يجعل الجنود مرهقين وعلى حافة الانهيار. كذلك تتسبب سياسة البنتاغون المتعلقة بمنع الجنود المنتهية فترة خدمتهم من العودة إلى وطنهم في تنفير المزيد من الشباب من الالتحاق بالجيش الأمريكي.

ولقد تراجعت نسبة الإقبال على التجنيد في شهر مايو/ايار بمقدار 25 بالمائة، وبذلك يعجز الجيش الأمريكي للشهر السادس على التوالي عن تحقيق نسبة التجنيد المطلوبة منه، وذلك بالرغم من إعلان الجيش الأمريكي خفض عدد المطلوب تجنيدهم من 8050 إلى 6700 جندي. ولا يرى المراقبون أية علامات إيجابية على إمكانية تشجيع الشباب على الإقبال على التجنيد، بل على العكس لا تحمل الأخبار القادمة من العراق سوى المزيد من القتل، فبعد التفجير الذي أسقط ستة جنود مارينز في محافظة الانبار فبل يومين ناهز عدد الجنود الأمريكيون القتلى 1700 جندي حتى الآن.

حملة دعائية

Sprengstoffanschlag im Irak - Kirkuk
صورة من عملية كركوك الأخيرةصورة من: AP

الخبراء العسكريون يتخوفون من الفشل في تحقيق العدد السنوي المطلوب من الجنود الجدد. فحتى الثلاثين من سبتمبر/أيلول القدم يتعين تجنيد 80 ألف جندي جديد للجيش وَ 38 ألف جندي للقوات البحرية، وهي في مجملها الوحدات التي تشكل عصب القوات الأرضية العاملة في العراق الآن. وفي هذا السياق يقول لورانس كورب المسئول العسكري في فترة الثمانينات أن القوات العسكرية المجهدة ستصل إلى نقطة حرجة في منتصف العام القادم، عندها لن تستطيع الاستمرار في أداء واجباتها.

البنتاغون رد على ذلك وأطلق حملة دعائية لحث الشباب على الالتحاق بالجيش. ويُعرض ضمن هذه الحملة شريط دعائي تليفزيوني يُظهر جنوداً مدربين تدريباً عالياً ويؤدون مشاهد مفعمة بالشجاعة لاستثارة المشاعر الوطنية لدى الشباب وإقناعهم بالانضمام إلى الجيش. أما الوضع في العراق فتم تجاهله تماماً في هذا الشريط. لا تخاطب هذه الحملة الشباب فحسب، ولكن تخاطب أيضاً جيل الآباء لإقناع أبناءهم بأهمية الخدمة العسكرية. ولم تنس هذه الحملة إبراز الفوائد الاقتصادية الجمة التي تعود على الملتحقين بالجيش مثل قروض طويلة الأجل بفوائد منخفضة وما الى ذلك.

Donald Rumsfeld in Irak
هل سينجح الجيش الأمريكي من إقناع الشباب بالإنضمام إلى صفوفه؟صورة من: AP

في غضون ذلك تتعالى أصوات بعض الخبراء مطالبين بإصدار قانون يجعل من الخدمة العسكرية خدمة إلزامية. غير أن مسئولي الإدارة الأمريكية يؤكدون أن اقتراحاً كهذا غير وارد في الوقت الحاضر. جدير بالذكر أن الخدمة العسكرية لم تعد إلزامية بدءاً من عام 1973، ومنذ ذلك الحين يخدم في الجيش الأمريكي جنود متطوعون فقط. بالرغم من ذلك تشعر جمعيات السلام المناهضة للحرب بالخطر من احتمال تطبيق قرار كهذا في المستقبل.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد