1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المستهلك الفلسطيني بين الحاجة الغذائية وآثار المبيدات الضارة

٢٤ سبتمبر ٢٠١٠

تعد الخضروات والفاكهة من أساسيات البيت الفلسطيني . إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهرت بعض التقارير التي تحذر من وجود آثار مبيدات كيماوية محظورة في الخضروات والفاكهة. مراسلنا في رام الله حاول الكشف عن مدى صحة هذه التقارير.

https://p.dw.com/p/PMEv
تقارير فلسطينية نثير مخاوف المستهلك المحلي من الخضروات و الفاكهة التي قد تحتوي على مبيدات مضرة بالصحةصورة من: picture-alliance/ dpa

يمتاز السوق الفلسطيني، بتوفر الفواكه والخضروات الطازجة بشتى أنواعها، وبأسعار، في متناول الجميع ، باستثناء بعض المواسم. فما أن تتجول في بلدة أو مدينة أو مخيم ، حتى تطالعك محال بيع في كل شارع تقريبا، فضلا عن سوق الخضار حيث يتبارى الباعة في ترديد الأهازيج للتدليل على معروضاتهم .الفلسطينيون يصفون هذه الوفرة بأنها " نعمة" على العائلات ذات الدخل المحدود التي تعتمد على هذه المنتجات لتسد رمقها حتى وإن شحت الإمكانيات لشراء اللحوم والأسماك وغيرها. إلا أن بعض التقارير الصحية والبيئية نشرت مؤخرا تحذر من أن المعروضات من الخضروات والفواكه قد تحتوي على مخلفات من المبيدات الكيماوية التي يستخدمها المزارعون في رش النباتات والأشجار لمكافحة الآفات والحشرات . هذه التقارير اثارت مخاوف المستهلكين.

تقارير تثير المخاوف

وكانت بعض وسائل الإعلام الفلسطينية قد نشرت في الفترة الأخيرة، تقارير مختلفة ، آخرها وربما أخطرها ظهر في مجلة" آفاق البيئة والتنمية"، حول الاستخدام المفرط من قبل المزارعين لمبيدات كيماوية ما يبقي مخلفات منها على الفواكه والخضروات المعروضة في الأسواق . هذه المخلفات قد تؤدي إلى انتشار الأمراض نظرا لخطورتها ومنها مبيد يدعى "ثينوكس" ، ترش به الخضروات الورقية وخاصة الخس. كما أورد التقرير اسم مبيدات أخرى مثل "الديكوفول" و"الليندين" وترش بها البندورة والخيار والكرز والعنب وتنتمي هذه المواد إلى ما يسمى بالمبيدات الحشرية الكلورية العضوية وهي مواد مسرطنة وتؤدي الى تعطيل إفراز الهرمونات الطبيعية في الجسم، و إلى تشوهات في الاجنة و فقر الدم و تلف جهاز المناعة والجهاز العصبي ،كما أن لها آثارا ضارة على الرئة والكلى والكبد وكرات الدم.

Flash-Galerie MC Lagos Obst
بحسب التقاريرالإعلامية الفلسطينية ترش الخضروات والفاكهة بمبيدات محظورة دولياصورة من: DW

تحاليل مخبريه

التقارير المنشورة استندت إلى تحاليل لمنتجات جمعت عشوائيا من محال الخضروات والفواكه وخضعت للفحص المخبري. . وتوجه التقارير نقدا لوزارة الزراعة الفلسطينية على عدم تدخلها لمنع استخدام المبيدات المحظورة دوليا.وفي حديث إلى الدويتشه فيله، يقول المستهلكون، إنهم دأبوا على ابتياع احتياجاتهم من محال الخضروات والفواكه منذ عشرات السنين، وأنهم لا يربطون بين الأمراض التي تصيبهم وهذه المنتجات. سميرة حسان، تحمل سلة ملأتها بالخضروات من السوق :" انظر ما أنضر الخضرة ، الحامي الله، ونحن نغسل الخضار والفواكه قبل استخدامها".لكن إسماعيل صياد، يؤيد الشكوك ويقول " آخر مرة أكلت خس، أحسست بمغص وآلام حادة في الأمعاء، وقد امتنعت عنه منذ فترة طويلة، لكن هذه التقارير ترعبنا فعلا".

لجان الإغاثة الزراعية تطالب بتشديد الرقابة

ويعقب المهندس صادق عودة، الذي يعمل مع لجان الإغاثة الزراعية التي تقدم العون للمزارعين الفلسطينيين ، في حديث خاص لموقع دويتشه فيله " قامت جمعية الإغاثة بفحص عينات من الإنتاج الزراعي وتبين أن بعضها قد تم قطفه قبل انتهاء فترة الأمان. فكل مبيد حشري تحدد له فترة انتهاء مفعول، ليصبح تناول الخضروات أو الفواكه آمنا". ويطال صادق عودة بفرض رقابة مشددة من جانب وزارة الزراعة التي تبدي تعاونا مع الجمعيات المختلفة، مشيرا في القوت ذاته إلى عدم وجود قانون يمكن الوزارة من معاقبة المزارعين أو الوكلاء المخالفين. ويؤكد عودة أن جمعية الإغاثة الزراعية تتعاون مع مئات المزارعين في الضفة الغربية وتشرف على إيجاد بدائل للكيماويات منها دعم برامج الزراعة العضوية، والمكافحة المتكاملة للآفات باستخدام كل الطرق الطبيعية الآمنة.

وزارة الزراعة: "خفضنا عدد المبيدات والأساس وعي المزارع "

ويقول احمد فطوم مدير المعابر الدولية لوقاية النبات، إن هناك مبالغة في التقارير المشار إليها ، لكن وبحسب قوله فإنه " لا يمكننا تجاهل الاستخدام المفرط للمبيدات ،إلا أن الوزارة تنفذ خطة لتوعية المزارعين بوقف استخدام المبيدات واتباع المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية. وحول انعدام الرقابة ، قال فطوم " من الصعب متابعة كل مزارع وكل دفيئة زراعية، لكن الوزارة نجحت في زيادة وعي المزارعين، الذين بدأنا نلمس تجاوبهم بصورة مشجعة فشرعوا في الاعتماد على المصائد الطبيعية للحشرات، ونبذ الكيماويات بعد أن أدركوا أن استخدام المبيدات يقضي على مناعة النباتات. كما أدرك المزارعون أن تصدير المنتجات إلى العالم، يتطلب إتباع إرشادات وزارة الزراعة والالتزام بشروط محددة وخاصة في مجال المبيدات.

عبد الكريم سمارة - رام الله

مراجعة: هبة الله إسماعيل