1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المدرسة الألمانية في أربيل: دور مؤثر لتشجيع الهجرة المعاكسة

١٨ سبتمبر ٢٠١٠

ترغب حكومات دول أوربية عدة ممن تحتضن مهاجرين عراقيين على أراضيها بأن تتمكن يوماً ما من إقناعهم بالعودة إلى وطنهم الأصلي والاستقرار فيه، وهذا ما نجحت فيه مدرسة ألمانية تأسست مؤخراً بمدينة أربيل في كردستان العراق.

https://p.dw.com/p/PFdh
فريق إدارة المدرسة الألمانية في أربيلصورة من: DW

أفين، وهيلين، وجوان، ثلاث نساء من كردستان العراق، أمضين سنوات طويلة في ألمانيا ودرسن اللغة الألمانية وعملن في مجال التعليم هناك. ثلاثتهن عُدن مع أسرهن إلى العراق قبل بضعة أسابيع للعمل في المدرسة الألمانية بمدينة ابريل.

وقد شهد افتتاح المدرسة الألمانية في المنطقة الكردية، التي تتمتع باستقرار نسبي لافت مقارنة ببقية مناطق العراق، مراسم احتفالية أقيمت الخميس 16 أيلول سبتمبر الجاري وحضرها وزراء ومسؤولون بالإدارة المحلية، إضافة إلى ومدير القنصلية الألمانية في أربيل ورجال أعمال ألمان وعراقيين والعديد من التلاميذ المسجلين بالمدرسة وذويهم.

المدرسة ستشكل عامل دعم لتشجيع هجرة معاكسة

Deutsche Schule Erbil Irak Stefan Bantle
شتيفان بانتله القنصل العام الألماني في أربيلصورة من: DW

وقال مدير القنصلية الألمانية العامة في أربيل شتيفان بانتله في كلمته إن "تلاميذ هذه المدرسة أكثرهم من أبناء الأسر الكردية التي كانت تعيش في الدول الأوروبية وعادت إلى المنطقة. ستشكل المدرسة عامل دعم وتشجيع كبير لعودة الأسر إلى هنا مجدداً". وأشار شتيفان بانتله إلى دعم الحكومة الألمانية وجهات أخرى لهذه المدرسة التي اعتبرها "استثمارا طويل الأجل" آملا في أن تجد هذه المدرسة داعمين آخرين.

ومن المقرر أن يتلقى التلاميذ دروسهم باللغتين الألمانية والكردية وفق النظامين التعليميين العراقي والألماني. وتقدر الرسوم الدراسية بنحو ألفي دولار أميركي للعام الدراسي الواحد، وتدفع بأقساط شهرية تقدر بـ 175 دولار شهريا، فيما يؤكد مدير المدرسة يورغن إيندر أن المدرسة ليست مؤسسة ربحية وستعمل لاستخدام العائدات لتطويرها.

وأضاف إيندر في كلمة بمراسم الافتتاح "عملنا الكثير خلال فترة الشهرين ونصف الشهر الماضية، لكن عملنا لن يكتمل خلال فترة قصيرة، هناك الكثير من الأعمال الكبيرة التي تنتظرنا لتوسيع المدرسة وإضافة الكثير من المرافق إليها". كما شكر ذوي التلاميذ الذين سجلوا أبناءهم وبناتهم في المدرسة "لأنهم أبدوا ثقتهم بنا ووضعوا أبناءهم بتصرفنا، وهذا هو الدعم الأكبر الذي تتلقاه المدرسة انه دعم آباء وأمهات التلاميذ".

واستقدمت إدارة المدرسة المدير واثنين من المعلمين من ألمانيا، فيما ستستعين بمعلمين أكراد من أهل المنطقة، لكن من الذين سبق لهم وأن عاشوا وعملوا في ألمانيا لعدة سنوات.

وقامت الحكومة الألمانية بتوفير مستلزمات فصول المدرسة وستواصل دعم المدرسة لتعمل وفق المعايير التعليمية الألمانية، وبذلك تكون المدرسة قد انضمت إلى قائمة تحوي نحو 130 مدرسة تدعمها الحكومة الألمانية خارج البلاد.

فكرة المدرسة

Deutsche Schule Erbil Irak
إفتتاح المدرسة الألمانية في أربيلصورة من: DW

وجاءت فكرة تأسيس المدرسة الألمانية وكما يوضح رئيس الجمعية المؤسسة نهاد قوجه وقائم مقام مدينة أربيل في الوقت نفسه: "ولدت الفكرة خلال حوار صحفي أجرته معي صحافية ألمانية ثم تطورت وبدأت تحظى بدعم أوساط عدة من مسؤولين في السفارة الألمانية ببغداد ووزير خارجية ألمانيا السابق ومسؤولين في حكومة إقليم كردستان".

وقال قوجه لـ"الدويتشه فيله" إن أبناء الكثير من الأسر الكردية التي كانت تعود من الدول الأوروبية إلى كردستان كانوا يعانون من صعوبات في مواصلة الدراسة في المدارس المحلية. وأضاف: "هناك الكثير من الأسر التي عادت من أوروبا وتحتاج إلى توفير مثل هذه الخدمة لأبنائها، المدرسة سجلت 182 تلميذاً خلال وقت قصير ومعظمهم من أبناء تلك الأسر التي كانت تعيش في الخارج".

ويؤكد قوجه على دعم حكومة إقليم كردستان لافتتاح المدارس الأجنبية في المنطقة لربط حركة التعليم والثقافة بالعالم الخارجي. وفي هذا السياق عبر عن أمله في أن تصبح المدرسة الألمانية "مركزاً للإشعاع الثقافي وخلق حالة من التواصل بين المنطقة وألمانيا، وأن تساهم في تطوير مسيرة التعليم في كردستان".

"عدت لأمضي بقية حياتي في وطني الأول"

Deutsche Schule Erbil Irak Nihad Latif Qoja
نهاد لطيف قوجه قائم مقام أربيل حضر حفل افتتاح المدرسة الألمانيةصورة من: DW

ويرى بختيار ميرخان "46 سنة وهو كردي عراقي يحمل الجنسية الألمانية وعاد قبل أسابيع للاستقرار في أربيل وتمكن من إلحاق ابنيه سيفان 7 سنوات وارمان 6 سنوات بالمدرسة الألمانية"، أن افتتاح المدرسة الألمانية أمر هام بالنسبة له، حتى يتمكن أبناؤه من الاستمرار بالتعليم على نمط مقارب لما حصلوا عليه في ألمانيا.

وأضاف لـ"الدويتشه فيله"، "هذه المدرسة باتت تجتذب العائلات لترك أوروبا والعودة إلى كردستان، وأنا عدت رغم أني عشت في ألمانيا منذ عام 1978، لأنني أرغب بقضاء بقية حياتي في وطني الأول". ومضى بالقول "حصلت وبعد أن قمت بتسجيل أولادي في المدرسة الألمانية على فرصة عمل في المطار، أنا سعيد لتحقيق هدفين معاً، واعتقد لو توفرت فرص عمل جيدة للمهاجرين العراقيين في ألمانيا وأوروبا، إضافة إلى وجود المدرسة الألمانية، فان الكثير منهم سيعودون إلى العراق من جديد".

وهذا فعلا ما حصل مع جوان أنور حسين، معلمة مادة الرياضيات بالمدرسة الألمانية، التي قالت: "عشت 14 عاماً في ألمانيا وهناك تعلمت الألمانية وحصلت على شهادة وقمت بالعمل في مجال التدريس. عدت للعراق بعدما سمعت عن استعدادات تجري لافتتاح مدرسة ألمانية. أردت تسجيل ابني بالمدرسة وأن أعمل بالتدريس فيها، وهذا ما حصل وأنا سعيدة به".

أما هيلين طلعت، التي جاءت هي الأخرى لتستقر وتعمل في أربيل بعد عودتها، فقالت "عملت بمدرسة في ألمانيا في الفترة الماضية، وسأعمل في هذه المدرسة بأربيل. صحيح انه ليس هناك فرق كبير بين هذه المدرسة والمدرسة التي عملت بها في ألمانيا، إلا أنني اشعر أن العمل هنا يبعث أكثر على الراحة".

شمال عقراوي ـ أربيل

مراجعة: عبد الرحمن عثمان