1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الفاتيكان يؤكد حرص البابا على احترام الإسلام وتفعيل الحوار معه

وكالات + "ع.غ."١٤ سبتمبر ٢٠٠٦

انتهت زيارة البابا إلى موطنه بإثارة أزمة جديدة مع العالم الإسلامي بعد محاضرته التي انتقد فيها محاولات نشر الدين عن طريق القوة، الأمر الذي دفع الفاتيكان إلى إصدار بيان يؤكد فيه على احترام قداسته للإسلام والديانات الأخرى.

https://p.dw.com/p/97bD
بيندكيت السادس عشر في خطبته الوداعيةصورة من: AP

"سنلتقي مجدداً أن شاء الله"، بهذه الكلمات أنهى بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر زيارته الأخيرة إلى ألمانيا، ورغم انه قام بزيارة أهم محطات حياته قبل ان يعتلي الكرسي البابوي في 19 نيسان/أبريل 2005، فأن الكاردينال كارل ليمان، رئيس تجمع الكهنة الألمان يرى ان الزيارة التي أتت تحت شعار "من يؤمن، لا يبقى وحيداً" لم تكن زيارة خاصة بالدرجة الأولى. فقد تجمع أكثر من 600 ألف شخص للاحتفال بالحبر الأعظم، الذي أحيا الكثير من القداسات وألقى العديد من المواعظ والخطب. ورغم ان الصحافة الألمانية تحدثت عن مقدرة بيندكت السادس عشر على تحريك قلوب الناس وكسبها، إلا ان هذه الصحف تحدثت أيضا عن مسؤوليته في إيجاد الأجوبة للكثير من التساؤلات التي تثار على الكنيسة الكاثوليكية. كما ان الحبر الأعظم، الذي طالما دعا إلى حوار بين الأديان، أنهى زيارته بإثارة أزمة جديدة في العلاقة بين العالمين المسيحي والإسلامي، بعد ان اقتبس في محاضرته الأخيرة كلمات، أعتبرها الكثير من زعماء المسلمين سلبية تجاه الإسلام. الأمر الذي دفع الناطق باسم الفاتيكان الى القول في وقت متأخر من يوم أمس الخميس ان البابا يحترم الإسلام ولكنه "حريص على رفض استخدام الدافع الديني مبرراً للعنف"، وأضاف الأب فيديريكو لومباردي ان البابا "يريد ان ينمي شعور الاحترام والحوار حيال الديانات والثقافات الأخرى وبطبيعة الحال الإسلام."

دعوة للحوار وانتقاد للجهاد

Papst Benedikt XVI. in Bayern - Messe in Altötting
الحبر الأعظم في احد القداساتصورة من: AP

على هامش زيارته دعا البابا بنديكت المسلمين أول أمس الأربعاء إلى الدخول في حوار للحضارات الذي يقوم على اعتبار الحرب المقدسة أو "الجهاد" الإسلامي مفهوما غير مقبول يخالف "الطبيعة الإلهية". وفي المحاضرة الرئيسية التي ألقاها في جامعة ريغينسبورغ التي كان يدرّس فيها علم اللاهوت بين عامي 1969 و1977 قال البابا إن المسيحية "ترتبط بصورة وثيقة بالعقل" وهو الرأي الذي يتباين مع أولئك الذين يعتقدون "بنشر دينهم عن طريق السيف"، في إشارة إلى الإسلام. ولكنه تجنب توجيه انتقاد مباشر إلى الإسلام، فحاول سرد وجهة نظره في إطار محاضرة أكاديمية اتسمت بالتعقيد وبالكثير من الإشارات التي تراوحت بين الفكر اليهودي والإغريقي القديم إلى اللاهوت البروتستانتي والإلحاد الحديث. كما ان البابا اقتبس في محاضرته قولاً على لسان إمبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر في حوار مع "مثقف فارسي" حول الإسلام. ونقل البابا قول الإمبراطور في ان "النبي محمد جلب أشياء شريرة للإنسانية مثل أمره بنشر دينه بالسيف". الجدير بالذكر ان هذا الاقتباس من تلك المجادلة لم يكن الوحيد في محاضرة البابا، فقد اقتبس منها عدة مرات في مواضع أخرى من محاضرته، كقوله "ان نشر الدين عن طريق العنف غير منطقي وان العمل بشكل غير عقلاني يعتبر ضد طبيعة الخالق". ورغم انه كرر عبارة "أنا اقتبس" مرتين، إلا انه لم يتناول رد عالم الدين الفارسي على كلام الإمبراطور. كما لم يتناول إدانة كثير من رجال الدين المسلمين للتشدد الإسلامي على أساس إنه انحراف عن الدين

ردود فعل غاضبة بين مسلمي ألمانيا

Tag der offnene Moschee
محاضرة البابا أثارت حفيظة كثير من المسلمينصورة من: AP

أثارت اقتباسات بيندكيت السادس عشر ردود فعل غاضبة بين مسلمي ألمانيا، إذ انتقدها ممثلو الجمعيات الإسلامية بشدة. وبهذا الخصوص صرح الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مازيك في مقابلة مع صحيفة "تاغسشيبغل" الصادرة في برلين انه "من الصعب عليه تصديق ان البابا نفسه يرى العنف حداً بين الإسلام والمسيحية". وأضاف مازيك ان "تاريخ المسيحية ملطخ بالدماء هو الآخر"، في إشارة إلى الحملات الصليبية والى التحول القسري إلى المسيحية الذي تعرض له اليهود والمسلمين في أسبانيا. من جانب آخر فقد عبر رئيس المجلس الإسلامي علي كيزيلكيا عن "أسفه الشديد لتصريحات البابا المغلوطة." ففي مقابلته مع صحيفة "التاغسشبيغل" قال كيزيلكيا ان التصريحات "لا تعد مساهمة ايجابية" في دعم حوار الحضارات والأديان، الذي دعا إليه في مطلع زيارته.

غضب في عموم الشارع الإسلامي

Wo man Bücher verbrennt
هل ستتكرر أزمة الرسوم الكاريكاتورية؟صورة من: AP

من جهة أخرى لم يكن الشارع العربي والإسلامي بعيدا عن مثل هذه التصريحات، فقد ردت اليوم الخميس شخصيتان كويتيتان على كلمة الحبر الأعظم، التي ربط فيها ضمنا بين الجهاد والإرهاب، مطالبين إياه بتقديم اعتذار للمسلمين. وحث الأمين العام لحزب الأمة الكويتي حاكم المطيري البابا على تقديم "اعتذار فوري صريح للعالم الإسلامي عما صدر عنه من طعن بالنبي محمد وبالدين الإسلامي". كما حذر المطيري من "خطورة مثل هذا الخطاب البابوي غير المعهود وغير المسبوق"، وربط بينه وبين ما اسماه "الحروب الغربية الجديدة على العالم الإسلامي كما في العراق وأفغانستان ولبنان" معتبرا انها "حروب صليبية تغذيها أحقاد تاريخية ودينية". أما وكيل المراجع الشيعية في الكويت السيد محمد باقر الموسوي المهري فقد رفض كلام البابا معتبرا انه "مخالف للحقيقة والواقع"، داعيا بنديكت السادس عشر إلى الاعتذار.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد