1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Nein zur Gewalt an Frauen - Unternehmen engagieren sich

زابينه ريبيرغر/ إعداد: منى صالح ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٨

في إطار الجهود المبذولة في ألمانيا للتصدي للعنف المنزلي ضد المرأة نظمت مراكز ومنظمات معنية بالدفاع عن حقوق المرأة ندوة في برلين تم خلالها تدارس وجوه ظاهرة العنف العائلي وإمكانيات الوقاية منه ومساعدة النساء المعرضات له.

https://p.dw.com/p/GNvK
العنف ضد المرأة ـ ظاهرة يتوجب على المجتمع محاربتهاصورة من: DW / picture-alliance / Godong


يهرب في ألمانيا كل سنة أربعون ألف امرأة من العنف الزوجي ويلجأن إلى ما يعرف بـ "بيوت النساء". وبدأ الاهتمام بهذه الظاهرة يحوِل الأنظار شيئاً فشيئاً إلى الأضرار الاقتصادية الناجمة عن تعرض النساء للعنف المنزلي. فاستناداً إلى دراسة أجريت في هذا الجانب، يشكل العنف المنزلي سبب التغيب عن العمل في حوالي ربع الحالات. ومن هنا يتضح أن العنف ضد المرأة أصبح له تأثيرا ً اقتصادياً، فهو يخفض الإنتاج وبالتالي يصيب الشركات بشكل مباشر. لهذا بدأت هذه الشركات تطور وسائل وقائية ضد العنف المنزلي، مساهمة منها بذلك في حماية النساء المعرضات لهذا الخطر.

وحول هذه المشكلة نظم عدد من المراكز والمنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة ندوة في برلين تم خلالها تدارس وجوه ظاهرة العنف العائلي وإمكانيات الوقاية منه ومساعدة النساء المعرضات له. وفي هذا الإطار أشار وزير الاقتصاد في ولاية براندبورغ، هارالد فولف، إلى جوانب مهمة حيث قال: "سجلنا في السنة الماضية ثلاثة عشر ألف حالة من حالات العنف المنزلي، ويمكننا من خلال عروض المساعدة وحملات التوعية أن نلقي بعض الأضواء التي تكشف الأبعاد الخفية للظاهرة.". كما دعا المسئول الألماني إلى ضرورة الاستمرار في إزالة النقاب عن "المحرمات" التي يتخفي خلفها العنف المنزلي والتخلص من الشعور بأنه لا يمكن القيام بأي شيء للقضاء عليه.

العنف المنزلي يؤثر سلبا على أداء المرأة العملي

Symbolbild Gewalt gegen Frauen
مبادرة جمعيات ومراكز معنية بالدفاع عن حقوق المرأة لإماطة اللثام هن ظاهرة العنف المنزليصورة من: picture-alliance / Lehtikuva

ويمتدح هارالد فولف هذه المبادرة مؤكداً على ضرورة إخراج موضوع العنف ضد النساء من الحيز الخاص إلى الحيز الاجتماعي وإيصاله بالتالي إلى الشركات أيضا طالما يتعلق الأمر بالوقاية من العنف المنزلي وتحسين جو العمل. وتنبين نتائج إحدى الدراسات الأمريكية الأهمية الكبيرة لذلك. وأوضحت هذه الدراسة التي عرضتها سيراب ألتينيسك من منظمة تير ده فام، أن نحو ربع حالات تغيب النساء عن العمل يعود إلى العنف المنزلي وأن خمسة وسبعون بالمائة من ضحاياه يتعرضن للملاحقة في مكان العمل وذلك من خلال اتصالات هاتفية مزعجة أو تجريح نفساني أو زيارات غير مرغوب فيها.

كما أظهرت الدراسة أن حوالي ستة وخمسين بالمائة من مجموع النساء اللواتي يتعرضن للعنف الأسري يصلن متأخرات جداً إلى العمل بمعدل خمس مرات في الشهر على الأقل، وثمانية وعشرون بالمائة يغادرن مكان العمل بشكل مبكر حوالي خمس مرات في الشهر. وتلحق هذه الأوضاع أضراراً شتى بالشركات التي تعمل هؤلاء النسوة لديها. فكثيرات من المعرضات للعنف يحملن إصابات جسدية ويعانين من الأرق وعدم الانضباط في العمل وعدم الثقة بالنفس ومن الخوف. وكل هذه العوامل تؤثر على الدقة في العمل وتؤدي إلى التغيب عنه وتحبط أيضاً النساء الطامحات إلى النجاح في المهنة.

تضرر الشركات من ظاهرة العنف المنزلي

وقد تصل نتائج العنف إلى الشركات وتلحق بها ضررا. فقد تسوء سمعتها ويبتعد عنها الزبائن والعمال إن هم علموا أنها تُشغل أشخاصاً يمارسون العنف. وتقدر وزيرة الشؤون الاجتماعية في ولاية سكسونيا السفلى حجم الأضرار التي يلحقها العنف المنزلي سنوياً في ألمانيا بحوالي خمسة عشر مليار يورو. ويتضمن هذا المبلغ الأضرار الناجمة عن الخسائر الاقتصادية التي يسببها التغيب عن العمل، ونفقات المعالجة الطبية وتكاليف عمل الشرطة. وعلى الرغم من هذه الأرقام المثيرة للتشاؤم، ما يزال العديد من الشركات في ألمانيا يعتقدون أنه لا توجد حاجة للتصرف ويقولون إن العنف المنزلي هو شأن خاص، علماً أنه بإمكان الشركات تخفيض حالات العنف المنزلي وبالتالي تقليل الأضرار الاقتصادية الناجمة عن ذلك من خلال بذلها جهود قليلة نسبياً وانتهاج سياسة في مكان العمل تناهض العنف المنزلي.

ومن الأمور التي يمكن القيام بها في هذا الإطار تشجيع الشركات على التحدث عن موضوع العنف المنزلي وتقوية الانتباه إلى هذه المشكلة وتبيان العواقب المترتبة على ذلك. وغالباً ما تكون الزميلات أو الرؤساء الطرف الوحيد الذي يمكن للمرأة الحديث معه عن تعرضها للعنف المنزلي، كما تقول سيراب ألتينيسك من منظمة تير ده فام.

دعوة لحماية ضحايا العنف المنزلي

Gewalt kommt nicht in die Tüte
حملات ضد العنف ضد المرأة وخطوط تلفون للمساعدةصورة من: dpa

ومن المهم أيضاً أن تشعر الضحية أنها ليست مضطرة لتبرير موقفها، وأنها ستلاقي الدعم والحماية من قبل رب العمل. والمهم في الأمر أيضاً أن تُمنح المرأة إمكانية الحديث عن مشكلتها بكل صراحة. كما يتعين عدم تقيم أوقات الغياب على أنها تصرف سيء يدعو إلى الشعور بالذنب. بالإضافة إلى ذلك ينبغي أيضاً توعية المصابات على عروض المساعدة. ومما لاشك فيه أن تطوير خطوط إرشادية في مكان العمل ضد العنف المنزلي وتنظيم دورات تعليمية وبرامج تدريبية للعاملات وتزويدهن بالمعلومات اللازمة، من شأنه أن يساعد بشكل في حل المشكلة. فعلى سبيل المثال تشارك العاملات في 160 مخبز في سلسلة مخازن كايزرز الشهيرة في هذه الحملة من خلال وضع الخبز داخل أكياس مكتوب فوقها "لا مكان هنا للعنف" ومدون فوقها أرقام مراكز المشورة التي يمكن الاستعانة بها.

الجدير بالذكر أنه في حي "نيو كولن" البرليني وحده، تم بيع خمسين ألف كيس من الفواكه والخضار مكتوب على كل واحد منها عبارة " فلنمنع العنف داخل الأسرة". وفي هذه السنة بيع خمسون ألف كيس يحمل شعار "العنف المنزلي يدمر العائلة والمجتمع"، وقد كُتبت هذه العبارة باللغة العربية أيضاً. وانضمت الشركة القائمة على تنظيف مدينة برلين إلى الحملة أيضاً كما تقول المتحدثة باسمها زبينه توملر: "بصفتنا شركة عامة نعتبر مشاركتنا في هذا المشروع ونقله إلى الرأي العام من الأمور البديهية، فعندما يقع شخص كل 14 يوماُ على الدرج أو يصطدم بالباب يكون الزملاء في العمل أول من يلاحظ أن هناك شيء ما غير عادي".

ويقدم مركز التوعية والمشورة البرليني الذي يحمل اسم "مبادرة ضد العنف ضد النساء" عن طريق رقم هاتف نجدة مساعدة سريعة ودعماً يومياً منذ عام 1999. ويتلقى المركز كل سنة حوالي سبعة آلاف صيحة استغاثة، ورقم الهاتف هذا مسجل فوق العديد من المنتجات. وهكذا أصبح مركز برلين للتدخل في حالات العنف المنزلي معروفاً في هذه الأثناء على نطاق واسع. وقد وعد وزير الاقتصاد في ولاية براندنبورغ هارالد فولف بتوفير دعم مالي مستقبلا لخط النجدة الذي يعتمد حتى الآن على التبرعات.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد