العملاق الألماني فولكس فاجين يلحق بقطار التجديد

معجزة "فولكس فاجن" كانت قصة نجاحها أسطورة امتدت عبر مسافة كبيرة من الزمن، أبدع فيها مصمموها وعاملوها بأجود التصاميم وأبدع الألوان. ولكن هذا العملاق أخذ يتعثر بسبب العديد من المشاكل التي أفرزتها العولمة والمنافسة الحادة مع الشركات الأخرى والأيدي العاملة وأسعار الطاقة وغير ذلك من العوامل. ولقد تعرضت هذه الشركة إلى العديد من الهزات الداخلية والخارجية التي تحاول الشركة تجاوزها. هذا الأمر دفع الشركة إلى التفكير بإعادة رسم سياستها من خلال إعادة هيكلة نظمها وبرامجها المختلفة التي دفع العاملون فيها الثمن الكبير من خلال الاستغناء والتسريح . وفي هذا السياق رفض رئيس مجلس إدارة الشركة، بيشترايدر سياسة "الاستخدام والتسريح " وأوضح أنّ العاملين في الشركة هم أهم المصادر الإنمائية لها والتقدم فيها وان الحفاظ عليهم هو أمر استراتيجي. ويشار هنا إلى أنّ الشركة قد أعلنت عن برنامج استراتيجي لإعادة هيكلتها، الأمر الذي قد يؤدي الى تسريح 20000 عامل خلال الأعوام الثلاثة القادمة وذلك في إجراءات تقشفية وإعادة ترشيد مواردها المالية.

مشروع سيارة لوبو

يؤكد القائمون على الشركة بأنّ سياسة الترشيد والتقشف لن تمس نوعية السيارات الي تنتجها وأنّ هذا أمرا غير قابل للنقاش فيه. وبشأن الارتفاع المتزايد لأسعار النفط ومشكلة الطاقة في العالم، أوضح بيشترايدر أنّ النماذج المستقبلية للسيارات التي تنوي الشركة إنتاجها ستعتمد على تقنيات من شانها أنّ توفر من استهلاك هذه السيارات للطاقة.

وعلى الرغم من تعثر سيارة اللوبو بسعة 3 لتر، إلا أنّ الشركة تسعى الى زيادة شعبية هذه السيارة بين الناس من خلال حملات الدعاية والترويج . ويبدو أنّ الشركة تأخذ أزمة الطاقة الدولية وتبعاتها المختلفة محمل الجد من خلال إنتاج سيارات بمعدل استهلاك أقل أو اعتماد نظم تشغيل بواسطة الطاقة البديلة والذي يجب أن تكون مستعدة له حتى العام 2010

تشكل السوق الأمريكية الهدف الأكبر لشركات السيارات، حيث تسعى كل واحدة أن تحتل نصيبا وافرا من هذه السوق ويبدو أنّ شركة فولكس فاجن تحقق نسب نجاح عالية لتصل نسبة 25 بالمئة. وفي هذا الصدد، عبر رئيس الشركة عن تفاؤله عن نتائج الشركة في السوق الأمريكية بالقول" هذه بداية واعدة جدا".

إشكالية إرتفاع التكلفة الإنتاجية

تعد شركة فولكس فاجن أكبر شركات إنتاج السيارات في أوروبا. ولكن رغم هذا، فهي في الوقت الذي تبيع فيه أكبر عدد من السيارات والتي بلغت العام الماضي وحده 5،2 مليون سيارة ، إلا أنّها لا تحقق عوائد جيدة بسبب ارتفاع التكلفة الإنتاجية والأيدي العاملة في ألمانيا وهو أمر تود الشركة أن تواجهه بمزيد من التقشف والترشيد وإعادة النظر في كثير من المشاريع المستقبلية والذي بدوره سيلقي بظلال سلبية على سوق العمالة في ألمانيا التي تعاني أصلا من ارتفاع نسبة البطالة.

فقدان وظائف

سياسة إعادة الهيكلة والترشيد وزيادة ساعات العمل قد تسبب فقدان آلاف العمال لوظائفهم. وتنوي الشركة تنفيذ هذه السياسة من خلال دفع تعويضات للعاملين وإعادة النظر في أنظمة تشغيل العاملين المتقدمين في العمر. ومن الملاحظ أنّ العاملين في المصنع الأم في فولسبورغ سيكونون من أكبر المتضررين من هذه الإجراءات، حيث من المتوقع أن يفقد 5000 عامل وظائفهم.

وللحد من تخوفات العاملين ونقاباتهم من هذه السياسات تعتزم الشركة بالمقابل أن تعطي ضمانات للعاملين لزيادة الشعور بالأمن الوظيفي. وفي الوقت نفسه، حتى العام 2011 سيبقى العمل جاريا بالتعرفة المتفق عليها مع العاملين.

احتجاج ومواجهة

حسب ما أفادت به العديد من الأنباء ألصحفية فإنّ مصنع الشركة في بروكسل يقف على حافة الإغلاق، حيث تتم فيه إنتاج الجولف والذي يشغل 5000 عامل، ليتم نقله إلى ألمانيا، الأمر الذي سيدفع إلى تأخير تسريح العمال في نيدرساكسن عمّا كان الأمر مخططا له.

وكما هو متوقع، فإنّ عملية الهيكلة والإصلاح التي تنوي الشركة القيام بها ستقابل بكثير من الاحتجاج والرفض من قبل نقابات مجالس العمال وأعضاء الهيئة الرقابية في الاجتماع الذي ستعقده هيئة الرئاسة للشركة لمناقشة هذا الأمر. وفي هذا الاتجاه، عبّر مجلس العمال عن رفضه أن تكون الاستراتيجية الجديدة للشركة وآليات تنفيذها من زيادة ساعات العمل مثلا دون احتساب ذلك في أجورهم.