1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العراق والكويت- ملفات شائكة في منطقة ساخنة

٥ أغسطس ٢٠١١

مر أكثر من عقدين على غزو نظام صدام حسين دولة الكويت، تلك الحرب التي أدت بالنهاية إلى سقوطه. لكن آثار الحرب وتبعاتها مازالت تحرك ملفات عالقة بين البلدين، لتثير مواقف تتباين بين رسمية هادئة وشعبية متشددة.

https://p.dw.com/p/12Bp5
صورة من: picture-alliance/dpa

مضى واحد عشرون عاما على اجتياح نظام صدام حسين لدولة الكويت، ففي الثاني من آب/ أغسطس عام 1990 دخلت القوات العراقية دولة الكويت، ليغير هذا التأريخ، من الخريطة السياسية في المنطقة. هذه العملية التي مازالت تبعاتها قائمة وتأثيرها على الوضع العراقي، والإقليمي والدولي واضح المعالم لغاية الآن. وبين الحين والآخر تطفو على السطح، مشاكل بين الدولتين الجارتين، مرة بسبب عدم الاتفاق على شكل الحدود ومرة أخرى بحجة محاصرة الكويت للموانئ العراقية بواسطة مشروع بناء ميناء "مبارك الكبير". وذلك رغم أن في العراق اليوم نظام ديمقراطي أوصل معارضي النظام السابق إلى السلطة. وأن نظام صدام حسين أصبح في ذمة التأريخ، لكن تبعات أعماله مازالت حاضرة، فما هي حصيلة اجتياح ذلك النظام للكويت؟ وكيف يجب أن تكون العلاقات بين البلدين.

"أحتقان مبرر"

Militärübung in der Wüste von Kuwait
دبابات أميركية في الصحراء العراقيةصورة من: AP

تتباين المواقف بين البلدين، بين موقف رسمي متحفظ وموقف شعبي، تأججه بين الحين والآخر بعض الصحف. هذا ما يقوله رئيس جمعية الصداقة العراقية الكويتية، الصحافي والكاتب زهير الدجيلي، الذي يضيف "الرأي العام الكويتي منقسم، بين متحفظ على العلاقات مع العراق بهذه السرعة، وبين من ينظر إلى الأمور بنظرة ايجابية على أساس المستقبل القادم، لا تأثيرات الماضي"، مضيفاً أنه لا يمكن الفصل الجغرافي بين البلدين وأن حسابات المستقبل تكون أفضل من حسابات الماضي، وأن هناك بوادر من حكومتي الطرفين للاتجاه نحو الحوار. ثم يضيف" لكن بالمقابل هناك شخصيات سياسية وصحافية تحاول التهجم على العراق، وبنفس الوقت هناك رأي عام صحافي داخل العراق يسئ إلى الكويت".

وفي نفس السياق يصف الصحافي وليد الزبيدي الاحتقان بين الجانبين بالمبرر، رغم الفترة الطويلة التي تبعدنا عن الحدث، ذلك الحدث الذي أدى إلى كل هذه المشاكل. حسب رأيه، مضيفاً أنه يوجد احتقان مبرر ومقبول من قبل الشعب الكويتي. كذلك من جانب الشعب العراقي، ويقول" إذا كان الجيش العراقي بقى لمدة ستة أشهر فقط في الكويت. ويمثل هذا جرحا كبيراً بكل تأكيد للكويتين، فالعراقيون يشعرون أن هناك خنجرا كويتيا متعدد الأشكال والألوان في الخاصرة العراقية. وإذا أردنا أن نفتح صفحة جديدة فيجب فتح كل الملفات بصراحة ووضوح". ويشير إلى أن العراقيين، كانوا يشعرون أن للكويت دوراً خطيراً في استمرار الحصار، ويضيف قائلاً "العراقيون يشعرون أن دبابات الغزو جاءت من أراضي الكويت، والعراقيون يشعرون أن الكويتيين وراء حرق مؤسسات عراقية ونهب موروث ثقافي وحضاري".

NO FLASH Kuwait Irak Jahrestag Einmarsch in Kuwait 1990
حرق آبار النفط الكويتية من قبل السلطات العراقية أيام الحربصورة من: AP

فتح ملفات

وفي مقابلة خاصة مع وزير النقل العراقي السابق، عامر عبد الجبار اسماعيل حول موضوع "ميناء مبارك الكبير" الكويتي وميناء الفاو العراقي وصف الوزير العراقي السابق أن الكويت تجاوزت كثيراً على المصالح العراقية واصفاً المكاسب، التي حصلت عليها الكويت بعد عام 1991 من العراق بأنها غير عادلة، وأن مكاسب الكويت كانت من خلال "شرعنة" دولية، حيث قال "يجب أن نستخدم نفس الأسلوب للحصول على حقوقنا وبشرعنة دولية أيضا. دبلوماسية العراق اليوم وللأسف الشديد. تتخذ جانب التوسل والترجي. وهي أشبه بالتذلل، والمطالبة بالسماح"، واصفاً هذه السياسة بأنها لا تمثل حلولاً. وأن العراق مازال عراقا قويا وبإمكان العراقيين فتح ملفات عديدة على الكويت، حتى يتمكن المفاوض من الذهاب للتفاوض مع الكويتيين بملفات قوية". ثم يعرج وزير النقل العراقي السابق إلى ملفات قديمة، مشيرا بالقول"أن الكويت دعمت نظام صدام بالأموال القذرة في حربه ضد إيران. واستخدمت هذه الأموال لشراء أسلحة كيماوية استخدمت ضد الأكراد".

لكن زهير الدجيلي يعترض على اللغة المتشددة، التي تحدث بها وزير النقل العراقي السابق، واصفاً إياها بأنها تعود إلى لغة وثقافة الماضي. وقال" هذا الكلام يصلح لعام 1990، لأنها لغة ثقافة متشددة. وبعد مرور كل هذه الأعوام يجب أن تتراجع هذه اللغة. وبدلاً منها يجب أن تسود لغة العلاقات الطيبة والأخوة ومحاولة فض الخلافات بالحوار". وأشار إلى أن الكثير من التهم المطروحة من قبل الطرفين، هي تُهمُ الشارع، التي تنشأ عن الصحافة والاتهامات الجزاف. لكنه وصف الموقف الرسمي للدولتين بالموقف الأكثر ليونة من الصحافة والموقف الشعبي، منتقداً بعض الأصوات المتشنجة في الكويت، التي ترفع صوتها على العراق. حسب قوله.

آثار الحرب باقية

Irak Konferenz im Kuwait
العلاقات العراقية الكويتية شهدت تحسنا ملحوظا بعد سقوط نظام صدام عام 2003صورة من: AP

وعن حرب الخليج الثانية يقول زهير الدجيلي، إنها غيرت من خريطة المنطقة وإن آثارها مازالت موجودة على المنطقة، واصفاً غزو صدام حسين للكويت بأنها عملية مفرطة بالطفولية والتطرف. ويضيف "كانت مشاكل يمكن حلها بطرق أخرى، لو فكر فيها حكام العراق في السابق وحتى الحكام الخليجيون، بشكل آخر". ويطالب زهير الدجيلي حكام الخليج بأن يفكروا بأهمية العراق كجزء حيوي لا يتجزأ من الخليج. وأن له دورا كبيرا فيه، داعياً إياهم بالقول" يجب أن لا ننفر منه أو نعاديه".

من جانبه وصف مدير مكتب مجلة "دير شبيغل" الألمانية المعروفة فولكر فيندفور، حرب عام 1991، بأنها حولت العراق من دولة قوية إلى دولة غير مستقرة. وأضاف أن ضعف العراق وعدم استقراره سياسيا، غيّر من المعادلة السياسية في منطقة الخليج، واصفاً العلاقات بين العراق ودول الخليج وخاصة مع الكويت بأنها علاقات غير ثابتة وغير واضحة. وأضاف" أعتقد أن دول الخليج مصممة على توحيد سياستها الخارجية من حيث المبدأ، حتى يكون لها وزن أكبر وموقفاً موحداً أمام منطقة غير مستقرة وأمام مخاوف مبطنةً أحياناً وواضحةً أحياناً أخرى خاصة من قبل إيران". ودعا خبير الشرق الأوسط في مكتب مجلة "دير شبيغل" في القاهرة، الصحافة والإعلام إلى التخفيف من التوتر بين البلدين، مثلما تفعل الحكومتان. وقال "هناك حبل واحد يربط الجميع. وما يجمعهم في المستقبل أكبر مما يفرقهم". الأمر الذي أيده زهير الدجيلي، الذي دعا من جانبه إلى الاستقرار في المنطقة، كي تشعر شعوبها بالأمان وكي يلعب الجانب الاقتصادي دوره في تحسين حياتها. بدلا من صرف الأموال على الحروب.

عباس الخشالي

مراجعة: منى صالح