1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الطاقة الذرية كبديل عن الطاقات التقليدية كالنفط والغاز

رغم مخاطر الطاقة الذرية والأزمات التي تثيرها كما هو عليه الحال مع إيران وكوريا الشمالية، تستمر دول كثيرة في المراهنة عليها كبديل عن النفط والغاز. تُرى ما هي دوافع هذه الدول لذلك وما هي فرص الاعتماد على هذا البديل.

https://p.dw.com/p/6PTR
محطة توليد طاقة نووية فرنسيةصورة من: AP

تشهد العاصمة الفرنسية باريس اليوم جولة مفاوضات جديدة بين إيران من جهة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا من جهة أخرى حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني. ويتوقع المراقبون أن يتم خلال الاجتماع الوقوف على ما توصلت إليه المفاوضات بعد ثلاثة أشهر من الاجتماعات بين الطرفين. ويحاول الاتحاد الأوروبي من خلالها انتزاع ضمانات تلتزم طهران بموجبها حصر برنامجها النووي بالأغراض السلمية مقابل تعاون اقتصادي أوروبي أقوى معها.

يأتي استئناف المفاوضات الأوروبية- الإيرانية في الوقت الذي يزداد فيها الطلب على الطاقة. وتأتي هذه الزيادة بشكل خاص من قبل دول تشهد معدلات نمو عالية كالصين والهند. وإزاء محدودية مصادر الطاقة التقليدية كالنفط والغاز فقد فرض استخدام الطاقة النووية نفسه كأحد بدائل طاقة المستقبل. وعلى هذا الأساس شرعت دول أوروبية عديدة في بناء مفاعلات نووية جديدة مثل فنلندا وفرنسا. كما تخطط دول أخرى مثل روسيا ورمانيا لبناء ذلك.

تضارب الآراء

Angra 2 Atomkraftwerk Brasilien
غرفة تحكم تابعة للمفاعل الننوي البرازيليصورة من: AP

غير أن المفاعلات النووية لم تعد تقتصر على الدول الصناعية بل تعدتها إلى دول نامية وأخرى على عتبة التصنيع كالهند والصين. وقد بلغ عدد المفاعلات النووية قيد التشييد نهاية العام الماضي 22 مفاعلا. غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هو، هل باستطاعة الطاقة النووية الحلول محل طاقتي النفط والغاز الطبيعي اللتين تشهدان ارتفاعا مستمراً في الأسعار؟ وفي معرض الإجابة تتضارب الأفكار حول مدى توفر اليورانيوم اللازم لإنتاج الطاقة المذكورة. في هذا السياق يقول هنريك باوليتز من المنظمة المعادية لاستخدام الطاقة المذكورة إن الطاقة الذرية ستنضب بعد عقدين أو ثلاثة. ويضيف : إن مادة اليورانيوم محدودة مثلها مثل النفط والغاز الطبيعي، مما يفرض علينا الانشغال بمصادر الطاقات المتجددة على غرار الريح والشمس و الماء.غير أن القائمين على قطاع الطاقة في القارة الأوروبية يرون عكس ذلك. فاليورانيوم يمكن توظيفه برأيهم لعقود طويلة. ويرى كريستوفر فيسلمان رئيس تحرير في جي بي باور تيك VEB PowerTech أن الحفاظ على مستوى الاستهلاك الحالي يعني توفر اليورانيوم لمدة 85 عاماً على الأقل.

مشكلة النفايات النووية

Inspektion eines irakischen Atomkraftwerks
من معامل تخصيب اليوارنيوم الايرانيةصورة من: AP

ليست المشكلة في محدودية مخزون اليورانيوم وإنما في النفايات النووية التي تشغل المعارضين للطاقة الذرية، فهؤلاء يرون فيها خطرا كبيرا محدقا بالإنسانية. وفي هذا السياق يشيرون إلى أنها كارثة مثل كوارث نووية أخرى تقضي على مكونات الطبيعة المحيطة بها. ويقول مان باوليتز من منظمة أطباء ضد الحرب النووية: قد نستخدم هذه الطاقة لمدة 150 عاما، لكن النفايات الذرية تظل عبئا ثقيلا على الطبيعة لأكثر من 10 آلاف سنة. وأضاف: بإمكان المفاعلات النووية التي تستخدم في أغراض مدنية إنتاج أسلحة نووية فتاكة كما يجري الآن في كوريا الشمالية.

الطاقة الذرية نظيفة

Jürgen Trittin Kyoto Protokoll
وزير البيئة الالماني يورجن تريتن يساهم في بناء جدار رمزي على بدأ العمل باتفاقية كيوتوصورة من: AP

من الأسباب التي تدفع الكثير من الحكومات مثل حكومة فنلندا للاعتماد على الطاقة الذرية هو تقليصها لإطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون بما يتناسب مع اتفاقية كيوتو. كما أن الاعتماد على المفاعلات النووية في توليد الطاقة يخفف من تبعية الدول المستهلكة للدول المنتجة لمصادر الطاقة التقليدية كالنفط أو الغاز. وتشكل هذا الأمر دافع فرنسا إلى التعويل على الطاقة النووية كإحدى البدائل. وبامكان دول مثل الصين والهند تغطية احتياجاتها من الطاقة بسرعة مقارنة بطاقة النفط التي تستوردها. من ناحية أخرى تخضع الطاقة النووية المستخدمة لأغراض مدنية إلى قوانين ثابتة وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشرف على إنتاج الطاقة النووية للأغراض ويتم ذلك من خلال مراقبتها للمفاعلات النووية الموجودة في الدول الموقعة على اتفاقية حضر إنتاج الأسلحة النووية مثل إيران.