1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجهاديون يستخدمون التكنولوجيا للوصول إلى أوسع جمهور

٦ نوفمبر ٢٠١٠

رغم أن الخطاب الديني للإسلاميين الإرهابيين يذكّر بالقرون الوسطى، إلا أنهم يستخدمون وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل ال "بلوغ" و"يوتوب" و"فيسبوك" للوصول إلى أوسع جمهور حيث تتعرّض ألمانيا أيضاً إلى دعايتهم الدينية المتطرفة.

https://p.dw.com/p/PzdQ
إزدادت الدعاية على الإنترنت للحركات الجهادية بعد حرب العراق 2003

إنها مشاهد كما في أفلام الحركة الصاخبة جرى تصويرها وتقطيعها من شركة إنتاج عربية: أربعة رجال في جلابيات طويلة يتدربون على حركات خنق الرقبة والركل والهجوم بالسكاكين وإطلاق النار فيما الأوجه مخفية خلف قناع من قماش أسود.

وإلى جانب ذلك يُسمع صوت رجل يغني على نغم الحرب والبنادق الآلية الحركة. ويمكن لكل شخص رؤية هذا المقطع المصور فيديوياً في موقع الإنترنت "يوتوب" في كل أنحاء العالم ونقله إلى حاسوبه الشخصي لمشاهدته مرات أخرى أو إرساله إلى آخرين. من هنا فإن الفيديو جزء من دعاية حرب رقمية تقودها مجموعات إرهابية جهادية مثل "القاعدة".

السعي للوصول إلى أوسع جمهور ممكن

حول ذلك يقول منصور الحاج الباحث في "ميدل إيست ميديا ريسورش إنستيتيوت" في واشنطن إن الجهاديين يعرفون ما يفعلون، ويقومون بذلك بصورة فعّالة، ولديهم منتديات الجهاد الخاصة بهم، ويستخدمون "يوتوب" لإعادة نشر ما سبق ونشروه في مواقع أخرى، الأمر الذي يُمكّنهم من الوصول إلى أوسع جمهور ممكن. وأضاف الخبير: "إنهم يستخدمون فيسبوك ويرسلون كذلك رسائل الكترونية جماعية".

"بن لادن الانترنت"

Screenshot Anwar Al Awlaki
أنور العولقي في مقدمة المطلوبين للسلطات الأمريكيةصورة من: www.youtube.com

وخلال تتبعه للدعاية الإسلامية في الشبكة يصادف الحاج باستمرار الخطابات العدائية لرجل الدين المتشدد أنور العولقي الحامل للجنسية الأمريكية، والذي يعتبر حالياً من أكثر الإرهابيين الملاحقين دولياً بسبب الاشتباه بهم. وعندما قام مسؤولون عن الإنترنت في كاليفورنيا بإغلاق موقعه الالكتروني عام 2009، حصل سريعاً على مواقع أخرى في الشبكة العنكبوتية لمتابعة بثّ دعاياته. كما أنه يكتب على المدونات ويتواصل مع الآخرين على موقع "فيسبوك" وينشر أفلام فيديو تتضمن خطاباته ومحاضراته المتطرفة في "يوتوب". لهذا السبب أُطلقت عليه تسمية "بن لادن الإنترنت". وفي هذا السياق يضيف الحاج: "كان موقع يوتيوب أهم وسيلة إعلامية لنشر خطاباته وأفكاره، ولأنه يتقن الحدث باللغة الانكليزية بشكل جيد قرر استخدام هذا الموقع للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور". وتوجد في هذا الموقع قرابة 5000 مادة مصورة تحمل أسم العولقي، الذي يظهر عادة بذقن طويلة واضعاً نظارة دون إطار وكوفية بيضاء.

وفي فيديو نشره في آذار/ مارس الماضي دعا العولقي إلى الجهاد المقدس ضد الولايات المتحدة وأثنى في مقاطع أخرى على محاولة الهجوم على طائرة ركاب أميركية في اليوم الأول من عيد الميلاد السنة الماضية، وعلى الاعتداء الذي جرى في الثكنة العسكرية "فورت هود" في تكساس قبل سنة تحديداً.

وإثر عملية الطرود المفخخة الأخيرة التي أرسلت في طائرات من اليمن، قام موقع "يوتوب" بحجب المئات من أفلام الفيديو المتعلقة بالعولقي بعد ضغوط مارستها الولايات المتحدة وبريطانيا.

ألمانيا في صلب أهداف الدعاية الإسلامية

Symbolbild Online-Durchsuchung
الجهاديون يستخدمون الإنترنت وسيلة للوصول إلى أوسع شريحة ممكنة ممن يمكن أن يعتنقوا أفكارهمصورة من: picture-alliance/dpa

لكن ما زال بالإمكان رؤية العديد من الأفلام المذكورة أعلاه وبعضها يحمل ترجمة إلى اللغة الألمانية أيضاً. ويقول فيليب هولتمان خبير الإسلاميين المتطرفين في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين إن دعاية هؤلاء ازدادت كثيراً مقارنة ببدء حرب العراق عام 2003. وبعد أن ذكر أنه يراقب بانتباه كيف يعمل إسلاميون في باكستان على جذب أناس إليهم في ألمانيا عن طريق الإنترنت لحظ أن الشباب هم محط أنظار الإرهابيين.

وأضاف أن الجمهور الذي تخاطبه الدعاية الإسلاموية لا يتكوّن فقط من مسلمين، وإنما أيضاً من ألمان اعتنقوا الإسلام غالباً ما يكون تفسيرهم له أشد التزاماً من مسلمين نشأوا ثقافياً في ظلّه. وفي تقريره الأخير لفت المكتب الاتحادي لحماية الدستور إلى أن الجهاديين يوسّعون إطار دعايتهم في ألمانيا.

ورأى هولتمان علاقة بين استخدام المواقع الإسلامية في الإنترنت وحركة السفر القائمة بين ألمانيا وباكستان ومنها إلى منطقة وزيرستان على الحدود مع أفغانستان التي تعتبر أحد ملاجئ الجهاديين، وخصوصاً للقاعدة. وتراقب السلطات الأمنية الألمانية حالياً أكثر من 70 شخصاً تلقوا تدريبات عسكرية في معسكرات نصفهم عاد بعد ذلك إلى ألمانيا.

يوليا هان/اسكندر الديك

مراجعة: عماد مبارك غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد