1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجهاديون في صفوف الثوار ـ خطر حقيقي أم مجرد "فزاعة" قذافية؟

٦ أبريل ٢٠١١

تثير بعض الأنباء عن وجود جماعات جهادية تساند الثوار الليبيين في قتالهم ضد نظام القذافي قلقاً إقليمياً وغربياً من أن تتحول ليبيا إلى "حاضنة" لـ"تفريخ" متطرفين، والثورة الليبية إلى غطاء لنشاطهم. فهل هذه المخاوف مبررة؟

https://p.dw.com/p/10opc
هل يسيطر الثوار على الجهاديين أم تنعكس الصورة؟صورة من: picture alliance/dpa

يثير الوضع الأمني المتدهور في ليبيا نتيجة للقتال المستمر بين الثوار والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي قلقاً إقليمياً وغربياً. فالجزائر مثلاً أعربت عن قلقها مما وصفته بـ"تعزز وجود تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وانتشار السلاح في ليبيا". كما أبدت يبعض الحكومات الغربية مخاوفاً من أن يجد تنظيم القاعدة أو أي تنظيم متطرف أخر في الثورة الليبية "حاضنة" شرعية لنشاطه.

ويعزز حالة القلق هذه الأنباء التي وردت في مارس/ آذار الماضي عن قافلة تابعة لتنظيم القاعدة دخلت إلى ليبيا ونهبت بعض الثكنات المحتوية على أسلحة ثقيلة، ومن ثم نقلتها إلى معاقلها جنوب الصحراء الكبرى. ويضاف إلى ذلك مزاعم بوجود مجموعات جهادية تقاتل ضد قوات القذافي في بعض المدن والبلدات شرق البلاد إلى جانب الثوار.

"يجب التفريق بين القاعدة وجهاديي ليبيا"

Libyen Aufständische Rückzug bei Brega
تتخوف بعض الدول من استغلال تنظيم القاعدة للفراغ الأمني في ليبيا لسرقة أسلحة ثقيلة وتهريبها إلى معاقلها جنوب الصحراء الكبرىصورة من: dapd

لكن الدكتور عبد العظيم الدفراوي، خبير الجماعات الجهادية والباحث في المعهد الألماني للسياسات الدولية والأمنية في برلين، يعتبر، في حديث مع دويتشه فيله، تواجد تنظيم القاعدة في ليبيا "ظاهرة هامشية لا تؤثر على الأحداث هناك بشكل كبير". ويرى الدفراوي بأنه يجب التفريق ما بين "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، واستغلاله للقتال في ليبيا من أجل الحصول على أسلحة، وبين "ظاهرة الحركات الجهادية الليبية".

وحول هذه الحركات يقول الدفراوي إن الحديث يدور حول مجموعات صغيرة قاتل قادتها في حرب أفغانستان والعراق أيضاً، وهم ينحدرون غالباً من منطقة الجبل الأخضر ومدينة درنة في غرب البلاد، ويفترض ـ حسب الدفراوي ـ أنهم يتكونون من مليشيات صغيرة، والمعارضة الليبية تؤكد أنها تسيطر على هذه المليشيات، التي ينتمي معظم أعضائها إلى "الجماعة الإسلامية المقاتلة".

من جهته يؤكد الدكتور محمد الظريف، الباحث في جامعة الدار البيضاء وخبير الحركات الإسلامية المتطرفة، أن قلق الدول المجاورة لليبيا "مشروع، لكنه غير مبرر بشكل كامل"، وتابع بأن هذا القلق يجب ألا يصل إلى درجة تمنع فيها هذه الدول مساعداتها عن الثوار.

مؤامرة "قذافية" للتأليب ضد الثوار

وأضاف الظريف، في حديث مع دويتشه فيله: "هناك من يعتقد أن جزءا من الثوار (الليبيين) لديهم ارتباط بما يسمى بالجماعة الإسلامية المقاتلة المرتبطة بشكل من الأشكال بالقاعدة، لكن نظام القذافي أجرى مصالحة مع هذه الجماعة واستفاد المئات من أعضائها من العفو الذي صدر بحقهم. وقيادات الجماعة الإسلامية المقاتلة قاموا بمراجعات فكرية".

ويعتقد الباحث المغربي الظريف بأن توقيت نشر هذه الأخبار قد يكون جزءاً من سياسة نظام القذافي، وذلك بهدف خلق بلبلة في صفوف التحالف الدولي المساند للثوار الليبيين، من أجل وقف المساعدات المقدمة لهم وإجبارهم على الدخول في نوع من التوافق مع نظام العقيد.

لكن القذافي، وبحسب تقديرات الخبراء، أغفل فرقاً جوهرياً بين الجهاديين الليبيين وتنظيم القاعدة. فمحمد الظريف يشير إلى أن المراجعة الفكرية لـ"لجماعة الإسلامية المقاتلة" أخرجتهم من صفوف القاعدة ودفعت بهم إلى مسار جديد ينبذ العنف. وهذا ما يؤكده عبد العظيم الدفراوي من المعهد الألماني للسياسات الدولية والأمنية، الذي أكد أن أي ارتباط بين هذه الجماعة والقاعدة سيكون بمثابة ضربة لسمعتهم ولمصداقيتهم في ليبيا.

ويعتبر الظريف أن "القذافي لم يكن ليطلق سراح المئات من أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة لو كان يدرك بالفعل أن لديهم أي قوة حقيقية. فقد أطلق سراحهم وفاوضهم عندما أدرك بأن الجماعة عملياً قد انتهت".

"خطر ضئيل وتحت السيطرة"

Mohamed Darif
الدكتور محمد الظريف، خبير الجماعات الإسلامية المتطرفة والباحث في جامعة الدار البيضاء في المغربصورة من: DW

وتتفق مع هذا التحليل الشهادة التي أدلى بها الأدميرال الأمريكي جيمس ستافريديس، القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، أمام لجنة استماع للكونغرس الأسبوع الماضي، إذ أكد، رداً على سؤال حول وجود أي مؤشرات على وجود نفوذ لتنظيم القاعدة أو حزب الله اللبناني على الثوار في ليبيا: "نحن لم نلحظ شيئاً مختلفاً بعد، وليس في وسعي الآن أن أسرد أي تفاصيل تؤكد وجود نفوذ كبير لتنظيم القاعدة أو حزب الله أو أي منظمة إرهابية أخرى في الأراضي الليبية".

لكن ورغم كون القاعدة والجماعات الجهادية في ليبيا لا تشكل تهديداً كبيراً للوضع في البلاد، يرى الدفراوي أنه "يجب على المرء أن يراقب الوضع هناك بشكل دقيق، مضيفاً أنه "يبدو لي أنه وفي الوقت الراهن لن نشهد تطور لهذه الجماعة الجهادية إلى حركة شعبية ... هناك خطر من التيار الجهادي، لكن الليبيين والأمريكيين يعتقدون بأن هذا الخطر ضئيل وتحت السيطرة".

وفي هذا الصدد يضيف محمد الظريف: "أعتقد أن قواعد اللعبة تغيرت، وأن القاعدة التي كنا نتحدث عنها عام 2001 ليست هي القاعدة عام 2011، وأن الكثير من الجماعات التي كانت تؤمن بالسلفية الجهادية راجعت أفكارها، ليس فقط في ليبيا، بل في كثير من الدول العربية، والجماعة الإسلامية المقاتلة (في ليبيا) تدرك بأنه لا يمكن لتنظيم موال للقاعدة أن يحكم دولة بشكل مباشر".

ياسر أبو معيلق

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد