1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجالية العربية في ألمانيا تندد بالإرهاب وتدعو إلى الحوار

سمر كرم/ إعداد: طارق أنكاي ٢٩ أغسطس ٢٠٠٦

أدى الكشف عن هوية المتورطين في محاولة الاعتداء الإرهابي إلى حالة من الاستياء في أوساط العرب المقيمين في ألمانيا وأطلق العنان لحوار داخلي تساءلت فيه الجالية العربية عن دورها وموقعها في المجتمع الألماني ومسؤولياتها تجاهه.

https://p.dw.com/p/91AB
الجالية المسلمة تنأى بنفسها عن العنفصورة من: AP

نجت ألمانيا نهاية الشهر الماضي من اعتداء إرهابي، كان يهدف إلى تفجير قطارين بواسطة قنبلتين بدائيتي الصنع. وبالرغم من أن القنبلتين لم تنفجرا بسبب خطأ فني، إلا أنهما فجرتا مخاوف لدى الجالية العربية المسلمة بعد اعتقال متورطين في تلك العملية من أصول عربية. وتربط هذه المخاوف بتبعات تلك الحادثة على حياتهم داخل ألمانيا وتعايشهم السلمي مع الألمان. وهذا ما دفع جمعيات إسلامية وأخرى ثقافية إلى التنديد بأعمال العنف والاعتداءات. كما أن تلك الحادثة نَمت لديهم رغبة الدخول في حوار مع المجتمع الألماني لهدم كل المخاوف والشكوك، التي باتت تحيط بالمواطن العربي والمسلم داخل ألمانيا. الجالية المسلمة لا تريد فقط أن تنأى بنفسها عن العنف والتعصب بل أنها أضحت تدرك جيداً أهمية الحوار وضرورة التعريف بمواقفها بغية الوصول إلى اندماج يراعي خصوصيات الأقلية المسلمة، لكنه يُشركها في تكوين النسيج الثقافي والاجتماعي داخل ألمانيا. موقعنا قام بجولة في شوارع مدينة بون واستقصى آراء بعض أفراد الجالية العربية.

صدمة الجالية المسلمة

Wohnhaus für türkische Senioren in Bremen eröffnet
الجالية العربية والمسلمة تبحث سبل الإقتراب من المجتمع الألمانيصورة من: dpa

لا غرو أن محاولة الاعتداءات الإرهابية، التي كان يريد تنفيذها طالبان لبنانيان، خلفت بلا شك صدمة داخل المجتمع الألماني، لكن وقعها كان بالتأكيد أشد على الجالية العربية. فهي تدين كل عمل تخريبي يريد المساس بالأمن داخل ألمانيا أو تعريض حياة المواطنين الأبرياء للخطر. في هذا الصدد تسائل أحد اللبنانيين، وهو يعيش في ألمانيا منذ ثلاثين عاماً، عن الدوافع التي تقف وراء مثل ذلك العمل التخريبي، خاصة وأن ألمانيا كانت قد قدمت مساعدات للبنان خلال الحرب الأهلية ومنحت آنذاك الكثير من النازحين اللبنانيين حق اللجوء السياسي. غير أن هذا اللبناني لم يخف مخاوفه من أن تؤثر تلك الأحداث على حياة الجالية اللبنانية والعربية على حد السواء بشكل سلبي، وأعرب عن معارضته لأي عمل إرهابي، حيث قال: "إننا نعارض الهجمات الإرهابية التي لا تحصد سوى أرواح الأبرياء. كان من الممكن ان تكون أسرتي بين الضحايا. إنني أعارض تلك الأعمال بشدة سواء أكانت في ألمانيا أم في لبنان".

رغبة في الإندماج

Kinder im Alter zwischen sieben und 15 Jahren der Ahmadiyya-Muslim-Gemeinde nehmen in der Moschee in Berlin-Reinickendorf am Islam-Unterricht teil.
العلاقة بين المسلمين والألمان في ألمانيا تحتاج إلى مزيد من التعربيف بالآخرصورة من: dpa

محاولات الاعتداءات كانت لها تداعيات كذلك على الحوار داخل الجالية العربية حيث أفرزت نقداً ذاتياً بحتاً عن الأسباب التي تدفع الشباب العربي إلى التطرف أو اللجوء إلى العنف لفرض موقفه وبث الرعب في بلد لم يقدم للجالية العربية المسلمة إلا الطيب. أحد المواطنين العرب الذين تحدث إليهم موقعنا في مدينة بون يعزي تصرف بعض أبناء الجالية العربية أو العرب القاطنين في ألمانية إلى غياب رغبة حقيقية في الاندماج وتقوقع الأقليات المسلمة على نفسها وقطع صلاتها مع المجتمع الألماني التي تعيش في وسطه حيث قال: "يريدون المجيء إلى ألمانيا لكنهم يرفضون تعلم اللغة. يعيشون داخل محيط مغلق و ينسون أنهم يعيشون في ألمانيا". ويشير المهاجر العربي إلى أن تربية أطفال الجالية العربية تتخللها أخطاء عدة قائلاً: "يقولون لأبنائهم أن الألمان لديهم دين مغاير، عليكم أن لا تكونوا مثلهم. لكن الألمان لم يسألوننا عن الدين الذي نعتنقه حين قدموا لنا يد المساعدة. ولم يقولوا: لا لن نساعدكم، لأنكم مسلمون. نظروا إلينا كأناس حين قدموا لنا المساعدة".

المصالح الاقتصادية العربية قد تتضرر

Islam Frau mit Schleier
الإختلاف الثقافي والعقائدي لا يمثل حاجزا امام الإندماج والتقاربصورة من: AP

ويوافق صاحب أحد المحلات، التي تبيع مأكولات لبنانية في بون، على مثل هذه الآراء، ويضيف أنه طوال المدة الطويلة التي قضاها في ألمانيا لم يجد قط أدنى صعوبة في التعامل مع الألمان. لكنه يخشى مثلما يخشى عدد آخر من الجالية العربية أن تضر تلك العمليات الإرهابية التي يخطط لها وينفذها شباب عرب بمصالحهم الاقتصادية والاجتماعية حيث قال: "إنه لمضر لمصلحتنا أن يأتي لبناني إلى ألمانيا ويحاول تنفيذ هجمات إرهابية هنا. الألمان لا دخل لهم في الحرب الدائرة في لبنان". ويضيف التاجر اللبناني: "هذه الاعتداءات تعكس صورة سلبية عن العرب الذين يعيشون هنا بسلام. تلك أعمال تجعل الألمان أحيانا ينظرون إلى العرب باشمئزاز". وعن الأضرار المادية أشار المواطن اللبناني ان بعض الزبائن لم يعودوا يتسوقون في متجره مخافة تعرضهم للاعتداء إرهابي، معتبراً حدوث أعمال تخريبية وأخرى إرهابية من قبل شباب عرب أمراً محرجاً، لكنه يجد نفسه مكتوف الأيدي أمام تلك الاعتداءات وكل ما يستطيع فعله سوى أن يشرح لزبنائه أو جيرانه خلفيات تلك المشاكل وما يجري في الدول العربية دون تبرير دوافع ارتكاب تلك الاعتداءات.

علي وهو شاب فلسطيني يبلغ من العمر 29 عاما اعتاد يرتاد مقهى "صفد" العربي لشرب الشاي وتدخين الشيشة. وهناك يلتقي بكثير من العرب ويناقش معهم أمور حياتهم. هو الآخر يحاول أن يفسر لأصدقائه وزملائه أن ليس كل العرب إرهابيون. وأن فئة قليلة فقط من العرب في ألمانيا هي التي تتحمل مسؤولية تشويه صورة العرب ككل في البلاد. ويقول علي: " إنني أتفهم موقف الألمان. إنها ليست مسألة قمع الأجانب كما يدعي البعض. إنها مشكلتنا بالأساس. إننا لا نحترم القانون، ولسنا منتظمين، ونعيش في محيط مغلق: هذا ليس له علاقة بالإسلام". ويستطرد على قائلا: " لقد تعودنا على الكذب، ألمانيا تمنح الأجانب حقوقاً وافرة، حقوقاً اجتماعية، تأميناً صحياً، بدلاً مادلياً في حالة البطالة، لكن الناس تكذب. لدي تساؤل، حين يأتيك شخص ما إلى منزلك ويقوم بتكسير أثاثك. ما الذي ستفعله؟ إنه بلدهم ويحق لهم حمايته."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد