1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الثوار الليبيون يركزون على الحرب النفسية لهزيمة القذافي

٢٤ يوليو ٢٠١١

يرى خبراء عسكريون أن الصراع بين الثوار والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي يركز على النواحي النفسية أكثر من المواجهة المباشرة، من أجل استعراض القوة والدفع بالعدو إلى الانشقاق.

https://p.dw.com/p/122Xa
صورة من: picture alliance / dpa

يرى خبراء أن الهجوم الذي يشنه الثوار الليبيون خلال الأيام الأخيرة عشية رمضان، لا يهدف إلى التقدم ميدانياً بالقوة، بل خصوصاً إلى إقناع الموالين للعقيد معمر القذافي بأن قضيتهم خاسرة. وتتحرك قوات الثوار على كافة الجبهات في معارك متزامنة في مدينة البريقة النفطية وواحة القطرون الصحراوية التي تبعد أكثر من ألف كيلومترا جنوب العاصمة طرابلس وفي مصراته الساحلية وجبال نفوسة جنوب غرب العاصمة. وبحسب بعض التقارير الواردة يبدو أن لدى الثوار أيضاً رجال في طرابلس نفسها، حيث أكدوا أنهم نفذوا الخميس الماضي عملية تمكنوا خلالها من "إصابة عدد من أعيان النظام الليبي بهجوم بالقذائف".

استعراض للقوة

لكن كل ذلك يندرج بشكل خاص في استعراض قوة والدفع بالعدو إلى الانشقاق أكثر مما يهدف إلى التقدم ميدانياً، بينما لم تكف أربعة أشهر من قصف طائرات حلف شمال الأطلسي ليتمكنوا من تحقيق تقدم حاسم في المعركة، كما يرى خبراء عسكريون. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن لينات نوشباشر، الأستاذة في أكاديمية ساندهارست العسكرية الملكية البريطانية قولها إن "أفضل ما قد يحصل للمتمردين هو أن يقع تمرد في القصر"، ولذلك أفضل ما يجب القيام به هو "إقناع الجيش الليبي بأنه لا يستطيع الانتصار".

Libyen Tunesien Gaddafi Graffiti Tunis Tunesien Revolution Flash-Galerie
صورة من: DW/Mustafa Fetouri

وتفيد بعض رسائل اللاسلكي التي رصدتها قوات الثوار أن معنويات الجنود النظاميين انخفضت إلى أدنى حد وأن بمهاجمتهم يأمل المتمردون استغلال هذا التفوق الاستراتيجي. وأكد اندرو تيريل، الأستاذ في المعهد العسكري للجيش الأميركي: "أنه استعراض قوة في محاولة الدفع بقوات القذافي إلى الانشقاق". وأضاف الخبير العسكري لوكالة الأنباء الفرنسية: "إذا تمكنوا من إثبات أنهم يتقدمون فقد يكون لذلك انعكاساً كبيراً على الموالين للنظام الذين مازالوا يترددون في اختيار معسكرهم. إنهم يعرضون عليهم بديلاً ذا مصداقية".

بدائل عن المواجهة

وتتأكد هذه الفرضية في موقف المتمردين أنفسهم على الأرض، ففي البريقة مثلاً لا يبدو القادة العسكريين لقوات الثوار مندفعين للزحف. ويقول القائد فوزي بوكتاف: "نقترب رويداً رويداً"، مؤكداً أنه يفضل أن يفر جنود القذافي أو يستسلموا بدلاً من مواجهتهم مباشرة. وأكد بوكتاف أن "الوقت لصالحنا وليس لصالحهم".

وتنبع هذه الاستراتيجية جزئياً من ضرورة أن قوات الثوار رغم جهودهم، ما زالت غير منضبطة وتفتقر إلى التدريب والتجهيزات. وفي هذا السياق يقول تيريل "نرى جيداً أنهم لا يخوضون سوى عمليات متواضعة لأنه إذا سقط لهم يومياً ما بين 10 إلى 12 أو حتى 18 قتيلاً وجريحاً، فمن البديهي أنها ليست معركة كبيرة وتقليدية". وتشاطره نوشباشر الرأي بالقول إن "تقدم الجبهة نحو الغرب في البريقة ممكن شرط أن يتوفر مخزون من الوقود ومراقبة المجال الجوي، لكن لا أعتقد أن يكون المتمردون يتحكمون في ذلك". كما أشارت إلى إن السير 800 كيلومترا التي تفصل البريقة عن طرابلس، يحتاج أيضاً إلى مئات الآليات المدرعة التي لا يملكونها.

ويبدو أن الثوار يركزون آمالهم على هجوم من مدينة مصراته، حيث لديهم قوات أكثر خبرة واستعداد. وحتى لو وصل المتمردون إلى طرابلس فلا شيء يدل على أن الانتصار في متناول يدهم. وقال تيريل "لم أر عناصر كثيرة تشير إلى أن المتمردين سيعرفون كيف يقودوا حرب شوارع ستكون ضرورية في طرابلس. إنها من أصعب الأمور التي يجب انجازها في الحرب". وفي نهاية المطاف قد يكون قادة الحلف الأطلسي على حق عندما قالوا إن حل النزاع الليبي لن يكون عسكرياً وقد يكون الحل بلا شك رهن نجاح هجوم عشية رمضان.

NO FLASH Libyen Luftangriff Rebellen
صورة من: dapd

تصدير الأزمة

وفي هذه الإثناء التي يحتد فيها الصراع في ليبيا يبدو أن العقيد معمر القذافي، الذي تحاصره ثورة مسلحة على نظامه، ما برح يجد الوقت الكافي "للتنظير" في مستقبل ثورتي مصر وتونس. فقد رأى القذافي في خطاب بُث مساء السبت أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك "رجل فقير ومتواضع" و"يحب" شعبه و"لا يستحق هذه البهدلة". وقال القذافي في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي في ذكرى "ثورة 23 يوليو" في مصر "اعرف حسني مبارك رجل فقير ومتواضع ويحبكم. أنا اعرفه. لو كان ما يحبكم أو غير نظيف أنا أول من يهاجمه ويكشفه مثلما نكشف في الحكام الآخرين".

وأضاف أن مبارك كان "يشحت من أجلكم. يأتي إلي يشحت مني عبارات من أجلكم (...) ويذهب للسعودية يشحت منها العبارات ويأتي يشحت مني في قاطرات القطار (...) ويشحتها من أي أحد آخر كله من أجلكم"، متسائلا "هل سيركب هو في القاطرات؟ هل سيركب هو في العبارات؟ بل لتركبوا فيها انتم هي لكم انتم من أجلكم انتم". وتابع أن مبارك الذي اضطر للتنحي تحت ضغط تظاهرات شعبية كبيرة "بدل ما يكرم يهان" لكنه "لا يستحق هذه البهدلة", مذكرا بان الرئيس المصري السابق "كان معرضا نفسه للخطر ليدافع عنكم ويموت من أجلكم طيار يقاتل القوات الإسرائيلية وهي تهاجم مصر".

(ع.غ/ أ ف ب، رويترز)

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد