1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التعايش بين الإسلام واليهودية - المتحف اليهودي في برلين نموذجا

كوبارانيس باناجيوتيس/ إعداد هشام العدم ٢٤ أغسطس ٢٠٠٨

يقدم مرشدون سياحيون مسلمون في المتحف اليهودي في برلين تجربة رائدة تتمثل في عرض مواطن التشابه بين الإسلام واليهودية من أجل توظيف هذه المعطيات في تعزيز التقارب ببن الأديان ومواجهة مظاهر الأحكام المسبقة والجهل بالآخر.

https://p.dw.com/p/F30D
المتحف اليهودي في برلين من الداخل...صورة من: picture-alliance /dpa

يعد المتحف اليهودي في برلين من أكثر المتاحف زيارة في ألمانيا، إذ يزوره نحو 700.000 شخص في العام. هذا العدد الضخم من الزائرين يوازيه أيضا عدد كبير من المرشدين السياحيين الذين لا يتنوعون في العروض اللغوية وحسب، بل في الموضوعات أيضا. أحد المرشدين السياحيين يقدم تجربة فريدة من نوعها، تجربة تصب في صالح التسامح والتصالح، وتتمثل في تبيان مواطن التشابه والالتقاء بين الإسلام واليهودية. ولعل الأجمل في ذلك أن من يقوم بهذا الأمر مرشد سياحي مسلم وفي متحف يهودي.

أوفوك توبكارا، ألماني مسلم من أصول تركية، تخرج في جامعة هامبولت في برلين، حيث درس التاريخ والفلسفة ويعمل مرشدا سياحيا في المتحف اليهودي في برلين منذ ثلاثة أعوام ومعه ثلاثة أتراك آخرون.

وتنبع أهمية عمل توبكارا من خلال اللقاءات التي يعقدها مع أفواج طلبة المدارس الذين يأتون لزيارة المتحف وخاصة من الطلبة المسلمين، حيث يتحدث إليهم بطريقة مبسطة وسلسة عن معاداة السامية وأشكالها وكيفية إحلال التعايش بين الثقافات والأديان.

الأحكام المسبقة بين طلبة المدارس

Deutschland Jüdisches Museum in München eröffnet
دراسات تتحدث عن تزايد مظاهر عداء السامية بين طلبة المدارس..متحف برلين يقدم نموذجا إيجابيا في علاج هذه المشكلة..صورة من: AP

وقد واجه توبكارا أثناء عمله الكثير من القضايا التي تعبر عن جهل بالآخر ورفض للتعايش معه. وفي هذا السياق يقول المرشد توبكارا إنه كثيرا ما روى له المعلمون أن بعض الطلبة المسلمين يرفضون زيارة المتحف بدعوى أنه لا علاقة لهم بالمحرقة النازية والتاريخ النازي الإجرامي. في حين يعتقد طلبة آخرون أن إسرائيل هي "عدوهم الأول" على وجه الأرض، مسقطين بذلك الصراع الشرق الأوسطي على مواقفهم وأفكارهم. ويضيف توبكارا أن أكثر ما أدهشه ما سمعه من أحد الطلبة بأن "رسوم دخول المتحف يعود ريعها لدولة إسرائيل".

ويتابع هذا المرشد السياحي التركي المسلم سرده لبعض الحوادث والشواهد على معاداة السامية بين طلبة المدارس، إذ أشار إلى أن ثلاثة طلاب من احدى المدارس من ولاية بافاريا قد طلبوا من معلمهم أن يمكثوا في فندقهم في برلين بدعوى أنهم لا يرغبون دخول متحف يهودي يقدم كذلك شروحات عن الإسلام والمسلمين.

ويرى توبكارا أن مثل هذه المواقف تتعارض مع المبدأ الذي قامت عليه رسالته التصالحية، حيث يتم هنا عرض للتقاليد المشتركة بين المسلمين واليهود وكيفية تأثير الديانة على النهج اليومي للمسلمين واليهود على حد سواء.

في مواجهة الأحكام المسبقة

Jüdisches Museum Berlin Sonderausstellung 10 + 5 = Gott
"مواطن التشابه بين الإسلام واليهودية أكثر مما كنا نتعقد"صورة من: AP

وعلى الرغم من حقيقة عدم وجود قطع ولوحات فنية تعبر عن حياة المسلمين في هذا المتحف، إلا أن كانان ريجير، احدى المرشدات المسلمات في المتحف، على سبيل المثال عندما تصل إلى لوحة تعبر عن التوراة، تخرج من جيبها نسخة من القرآن وتبدأ بالحديث عن بعض الأمور الدينية عند المسلمين مثل الوضوء وأركانه وكيفيته. ثم تقوم بتوضيح ذلك عند اليهود الذين لديهم ما يشبه "الوضوء" عند المسلمين.

ثم تقارن مثلا أنواع اللحوم التي تؤكل عند المسلمين واليهود وكيفية تحضيرها والمناسبات التي تؤكل فيها. كما تتحدث عن غطاء الرأس من وجهة نظر الإسلام واليهودية وكذلك ختان الذكور عند أبناء الديانتين وطبيعة الاحتفاليات التي ترافق ذلك.

"تشاؤل"

BdT Deutschland Holocaust Denkmal Konzert in Berlin
برلين ...النصب التذكاري لضحايا المحرقة النازيةصورة من: AP

ولعل ما يبعث على الأمل في هذه اللحظات أن الطلبة بعد عرض هذه التشابهات بين الديانتين، وإن اختلفت في درجة التطبيق، يخرجون بتصورات أخرى غير التي تناهت إلى مسامعهم أو تربوا عليها في بيوتهم. وفي هذا السياق تقول ثريا، طالبة لوالدين أفغانيين: "كم أنا مندهشة... لأول مرة أعرف عن طبيعة هذا التشابه بين الإسلام واليهودية وأن الديانتين ليستا بهذا البعد عن بعضهما بعضا كما كنا نعتقد". ولعل جمال هذا الأمر يتجلى في أن هؤلاء الطالبات قد تعلمن هذا التشابه والتلاقي في متحف يهودي وهو أمر لم يكن ممكن تصوره.

ولكن وعلى الرغم من مظاهر هذا "التململ" في الأفكار والقناعات يبقى السؤال: هل مثل هذه الإرهاصات تبعث على الأمل بالتغيير عند النشء الجديد؟ يجيب توبكارا عن هذا التساؤل بالقول: "للأسف ينتابني التشاؤم إزاء تغيير جوهري...فعندما يعود هؤلاء الطلبة إلى منازلهم وإلى التجمعات التي وفدوا منها فسرعان ما تتغير الصورة، إذ يعودوا سجناء لأفكار ذويهم وتوجهاتهم".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات