1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البارون همبولت: شخصية موسوعية مازالت بصماتها حاضرة

دويتشة فيلة/ إعداد هشام العدم٢ يوليو ٢٠٠٦

همبولت شخصية ألمانية دخلت التاريخ من أوسع أبوابه وأبدعت البحث والفلسفة. أفكاره الفلسفية ما زالت مثار جدل حتى يومنا هذا.هذه الشخصية التي آمنت بمنهج الربط والتعليل قلما ألقت عصاها عن الترحال والاستكشاف.

https://p.dw.com/p/8hKL
همبولت قصة نجاح ومسيرة عطاءصورة من: AP

شخصيتنا لهذا اليوم متعددة الجوانب، شخصية استثنائية في عصر عزّت فيه الاستثناءات، خرج في مغامرات إلى أراض بعيدة مجهولة واستكشف أرجاء مثيرة. شخصية أسفارها عديدة، آثارها كبيرة، آراؤها سديدة، أرّخت لحكايات وأصقاع ولشعوب وثقافات، إنّه الإكسندر فون همبولت. لقد كان هذا الرجل موسوعي الثقافة والمعرفة، فهو بحر علوم تساقطت أمطار معرفته على حقول معرفية مختلفة، كما كان رائدا من رواد علوم الجغرافيا والطبيعة. ولقد وجدت كتاباته صدى لها في أنحاء مختلفة في العالم لما كانت توصف به من عمق في التحليل واستنطاق للحقائق بطريقة علمية منهجية. وبالإضافة إلى اهتمامه بالجغرافيا انكب على دراسة الفيزياء والكيمياء وعلم المناخ والفلك وعلم النبات وعلم السكان .

حياته ونشأته

Logo der Alexander von Humboldt Stiftung
تكريما لهمبولت أسست هيئة وقفية باسمه

ولد الإكسندر فون همبولت عام 1769 في برلين وتوفي فيها عام 1859. ولقد كان لهذا الرجل مع العلم والمعرفة قصة وحكاية متنقلا بين بساتين المعرفة المختلفة من معاهد علمية مختلفة طلبا للعلم والمعرفة، إذ زار جامعة " أكاديمية بيبرغ" في فرايبورغ حيث تتلمذ على يد كبار الأساتذة في العلوم الطبيعية وكذلك نهِل من علوم المعرفة الإنسانية. ولقد حازت شخصيته المتعددة الجوانب على إعجاب الكثيرين، محققا شهرة واسعة ليست في مساحة وطنه الصغير فحسب، بل امتدت إلى كافة أرجاء المعمورة. إذ وصل هذا التكريم إلى حد وضعه في مرتبة عظام المؤرخين والفلاسفة الذين تركوا بصمات واضحة على مشوار الحضارة والإنسانية، إذ أصبح يكنى بـ " كولومبوس الثاني" وأرسطو الجديد".

رحلاته

لم يكن هذا البارون عالما، بل حالما بأن يحقق شيئا يبقى للتاريخ والحضارة، فكان أن انطلق في رحلة استكشافية إلى أمريكا الجنوبية، حيث قام بإجراء عدد من الأبحاث والدراسات انصبت على علوم البحار. وقام بدارسة موسوعية عن نهر الأمازون من حيث خصائصه المائية وطبيعة الحياة البحرية فيه. وقد قادته الرحلة إلى كوبا والأكوادور، حيث تسلق قمة بركان تشيمبوزور الذي يصل ارتفاعه 5800 متر عن سطح البحر. ومن مظاهر اهتماماته البحثية أن أفرد حيّزا واسعا لدراسة علوم البحار والمحيطات ودراسة أمواج البحار وظاهرة الأعاصير وكذلك عالم البحار النباتي والحيواني. وكان للمكسيك نصيب من رحلته أيضا، إذ أمضى فيها السنوات الأخيرة محللا ومستكشفا.

Schulschiff Alexander von Humboldt
على متن سفينته الشراعية مضى يجوب القاراتصورة من: AP

ويبدو أنّ حلم الترحال والسفر يشكل مركبا مهما من مكونات شخصيته، إذ قام في عام 1829 برحلة استكشافية إلى البلقان وموسكو وجبال الأورال حتى الحدود الصينية. وكانت هذه الرحلة تصب أيضا في خانة البحث العلمي والوقوف على الخصائص الجيوفيزيائية لهذه المنطقة.

كتابه النفيس " الكون"

Humboldt Universität in Berlin
جامعة همبولت في برلين نسبة الى أخيه فيلهيلم فون همبولت وليس نسبة لهصورة من: dpa zb

قبل عودته إلى ألمانيا من رحلاته المتعددة، أقام فترة كبيرة في باريس، حيث عمل هناك على تفريغ المعلومات وتحليلها أثناء رحلاته الاستكشافية هذه. وفي عام 1827 قفل إلى برلين عائدا حيث عمل مستشارا لملك بروسيا.

وفي السنوات الأخيرة من عمره كانت باكورة أعماله، حيث انكب على تأليف كتابه المشهور "الكون" وفيه تعرض بالشرح والتفصيل والربط والتعليل الى الظواهر الجيولوجية والجغرافيا، مؤسسا لمدرسة جدية في الرؤية الجغرافية. ويعد هذا الكتاب "أم الكتب" في علوم الجيوفيزياء. يشار هنا الى ضرورة الحرص على عدم الخلط بينه وبين أخيه فيلهيلم فون هومبولت، الأكاديمي الذي تحمل إحدى جامعات برلين اسمه في أيامنا هذه.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد