1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاهتمام بالأناقة مرآة حكم الشعوب على الظاهر

٦ يناير ٢٠٠٦

يؤمن البعض بالمثل العامي القائل "كل على ذوقك والبس على ذوق الناس". ويرى الكثيرون أن المظهر وطريقة اللباس قد تؤثر في محيطهم الاجتماعي، بينما يتناقض ذلك جلياً لدى بعض شعوب صناعة الموضة.

https://p.dw.com/p/7ijX
الاهتمام بالمظهر من أهم أبجديات القبول والنجاحصورة من: AP

تختلف الأذواق في شتى مجالات الحياة. ويعتبر الكثيرون أن اختيار الملبس يشكل انعكاساً لذوق الإنسان. وتعد الأناقة من أبجديات النجاح والقبول لدى الشعوب والمجتمعات المختلفة، وهناك من يعتقد جازما أنها مظاهر خارجية لا تتعدى الحد البصري للآخرين، حالها حال نباتات الزينة، التي توضع لتزيين المكان، والتي قد تكون باهظة الثمن أحيانا، لكن يمكن الاستغناء عنها. وتبقى هناك شعوب يسيطر عليها حب الأناقة والذوق الرفيع رغم حاجتها الماسة للمال، وشعوب أخرى يسيطر عليها حب جمع المال وتوفيره رغم حاجتها المّاسة الأناقة، واستخدام هذا المال لتحسين ذوقها.

نقلة نوعية في الأناقة

Bildgalerie Mode in Berlin Jeansmarke G STAR
أصبحت الموضة لدى الألمان الشغل الشاغلصورة من: dpa

لا يزال كثير من الأوروبيين لا يهتم بالمنظر الخارجي لملابسه، حيث يصب الكثير منهم اهتمامه في عمله دون المبالاة بما يلبس، أو انتقاء ملابسه بشكل ملفت للانتباه يعكس من خلاله ذوقه للناس. ويكتفي أغلب الأوروبيين باختيار الملابس، التي تعرض مخفضة الثمن، دون النظر أو الاهتمام بنوعيتها ومدى سريان موضتها. في الماضي كان الألمان لا يهتمون بثيابهم وطريقة لبسهم، ولا يأبهون إلى نظرة العالم لهم من هذا المنظور. وذلك على عكس الفرنسيين والإيطاليين، الذين يعتبرون الموضة والمظهر الخارجي جزءاً لا يتجزأ من حياتهم. ويرجع عدم الاهتمام بتلك المظاهر إلى انغماس الشعب الألماني في العمل بشكل ميكانيكي. لكن هذا المفهوم أخذ يتغير منذ عدة عقود في ألمانيا، بعد أن ظهر هناك أكبر وأعظم مصممي الموضة في العالم أمثال يوب وكارل لاجرفيلد وجيل ساندر. اليوم يبدو الشعب الألماني اهتماماً من غيره بأحدث أزياء الموضة على اختلاف نوعياتها وعلى اختلاف فصول السنة. كما أصبحت الثياب في المانيا وطريقة لبسها تتناسب مع المهن وأماكن العمل. فموظفي البنوك على سبيل المثال ينبغي لهم دائما لبس البدل الراقية والأنيقة وربطات العنق المتناسقة مع ألوان القمصان، وذلك للظهور أمام العملاء بشكل أكثر من لائق، كما تفضل الموظفات في أغلب المهن لبس الجينز أو البنطال لأنه يسهل الحركة.

أناقة شبابية

أما طلاب المدارس والجامعات فأنماط الملبس لديهم لا تخضع لأحكام معينة، فهم يفضلون لبس بناطيل الجينز و"التيشيرت" عوضاً عن الملابس التقليدية، التي تلبس في أماكن أخري. وتختلف طريقة اللبس في ألمانيا باختلاف فصول السنة. ففي الشتاء مثلاً تكون هناك فترة جمود ذوقي لدى الكثيرين، ويكتفون بلبس الثياب الثقيلة بغرض حمايتهم من قرص البرد. . أمّا في فصل الصيف فيبدو الناس أكثر سعادة وحيوية، لهذا السبب تجدهم طوال الوقت في الأسواق ينتقون ملابس الصيف التي تنتشر في المحلات التجارية بشتى ألوانها وأشكالها. ولا يكاد يكرر الشخص لبس الثوب الواحد في كل يوم. ويظهر الناس في ألمانيا أكثر اهتماما بالملابس فضلا عن أي شئ آخر، حتى أصبحوا يصبون أموالهم في هذا المنوال، لتتغير بذلك نظرة العالم للألمان كشعب لا يهتم بنفسه.

Bildgalerie Mode in Berlin Ginch Gonch
طغت الموضة حتى على اللابس الداخلية للرجالصورة من: dpa

اهتمام بالملابس في ظل ظروف صعبة

CPD Modemesse in Düsseldorf
غزت الموضة العقول والأسواق العربيةصورة من: AP

"لا تتميز بزي الأجداد ولا تقلّد بغباوة صيحات الموضة". أُخذت هذه المقولة من كتاب "كنيجه" الذي يعتبر واحدة من أمهات الكتب التي تعالج ظاهرة اللباس، وذلك فيما يتعلق بالآداب وأصول اللياقة. ويلخص المؤلف في هذا الكتاب بأنه لا شيئ مستحيل إذا أراد الشخص الخروج بمظهره على أحسن وجه متى أراد ذلك وبأبسط المعطيات. فأغلب الناس في الدول الفقيرة تهتم مثلا بهيئتها ولباسها. إذا أخذنا السودان مثلاً من حيث الظروف المعيشية الصعبة، فإننا نجد الاهتمام بشكل اللباس ومماشاته مع الموضة من أهم المطالب الشخصية. وبدأ الناس يفارقون ظاهرة لبس الجلباب التقليدي وعُمّة الرأس، وتوجهوا إلى لبس الثياب التي تتماشى مع الموضة. فطلاب الجامعات مثلاً يرون أن الأناقة ولياقة الثياب عندهم أهم من المحاضرات نفسها. وانتقل هذا المفهوم لدى صغار السن أيضاً. وبالرغم من أن معظم هؤلاء الناس في أمس الحاجة إلى لقمة العيش، إلا أنهم يعطون للأناقة اهتماماً كبيراً.

عمّار بخيت

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد