1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الألمان أقل جرأة واستعدادا للمغامرة

كتبه: ميشائيل كنيجه/ ترجمة: أسامة أمين

توصل استطلاع للرأي أجري مؤخرا إلى أن الأمريكيين يفضلون العمل الحر، على عكس الألمان الذين يفضلون أن يكونوا موظفين، فهل تنقص الالمان الجرأة أم الخبرة للقيام بذلك؟

https://p.dw.com/p/691D
هل تنجب أوروبا يوما مثل بيل جيتسصورة من: AP

منذ خمسة أعوام يجري استطلاع للرأي بتكليف من الاتحاد الأوروبي على أكثر من 21.000 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في الاتحاد، حول موضوع العمل الحر. ففي أحدث دراسة جرى نشرها مؤخرا، وتحمل عنوان: "تولى زمام الأمور بنفسك – أسباب عدم وجود الكثير من أمثال بيل جيتس في الاتحاد الأوروبي"، أعرب 61 في المائة من الأمريكيين المشاركين في استطلاع الرأي عن رغبتهم في تولى إدارة أعمالهم بأنفسهم، مقابل 45 في المائة من مواطني الاتحاد الأوروبي، أي أن غالبية الأوروبيين تفضل أن تكون من طبقة الموظفين، في حين تنخفض النسبة إلى 34 في المائة في الولايات المتحدة. ويتميز الألمان خاصة بالخوف الكبير من العمل الحر العي للحصول على وظيفة مستقرة تؤمن دخلا مستقرا وضمانات ثابتة وراتب تقاعدي مؤكد.

"دعنا نغامر" مقابل "دعنا نفكر جيدا"

Flagge EU USA
تنافس في كل المجالات

يوضح جوتس ف. فيرنر مدير مؤسسة "دي إم" المتخصصة في مستحضرات التجميل والمواد الكيماوية في حديث لدويتشه فيلله نتائج هذه الدراسة قائلا: "الأمر يرجع إلى الاختلافات الثقافية بين الألمان والأمريكيين، فالأمريكي يقول دعنا نجرب ونغامر، أما الألماني فيريد أولا أن يفكر في الأمر مليا، ولذلك غالبا ما تنقص الألمان الجرأة". وفيرنر يعرف ذلك من واقع تجربته، فقد أسس في عام 1973 في مدينة كارلسروه أول متجر لبيع مستحضرات التجميل، أما الآن فقد أصبحت لشركته فروع في تسع دول أوروبية، حققت في السنة المالية 2003/2004 مبيعات بقيمة ثلاثة مليارات يورو. ويعتقد فيرنر أن هناك الكثير من المشروعات والشركات الواعدة التي كان يمكن تأسيسها، لكنها لم تر النور بسبب عدم توفر الشجاعة الكافية عند الألمان، أما الولايات المتحدة ففيها الكثير جدا من الأفكار التي يجري العمل على تطبيقها بمجرد ظهورها، مضيفا "لو نظرنا إلى الأمر من ناحية تربوية يمكن القول إن الأمريكيين يحتاجون إلى من يهدئ من سرعتهم، أما الألمان فيحتاجون دوما إلى من يدفعهم ويحثهم على المضي قدما دون الكثير من التردد."

وتشير الدراسة إلى أن 61 في المائة من الألمان أعربوا عن خشيتهم من الفشل، ولم يكن بين الأوروبيين من يفوقهم في ذلك إلا البرتغاليين بنسبة 62 في المائة. وإذا ألقينا نظرة شاملة على أوروبا نجد ان نصف المشاركين في الاستفتاء قالوا إنهم يؤيدون عدم تأسيس أية شركة إذا كان احتمال فشلها قائم ولو بنسبة بسيطة، أما في الولايات المتحدة فإن ثلث الأشخاص المشاركين فقط وافقوا على هذا الرأي.

اعادة الكرّه مرة أخرى

توصل كريستوف مولر أستاذ علم تأسيس الشركات في جامعة هوهينهايم إلى حقيقة مفادها أن "الأمريكيين يتعاملون مع الانتكاسات بصورة أفضل بكثير من الأوروبيين عامة ومن الألمان خاصة"، ويوضح ذلك بقوله: "الأمريكي إذا فشلت شركته لا يعتبر ذلك نهاية العالم، ويقول حينئذ إنها تجربة يتعلم منها المرء، على أن لا يتكرر نفس الخطأ مرة أخرى، أما في ألمانيا فإذا فشل مشروع ما، فإن ذلك يعني عند الكثيرين نهاية أية طموحات في تأسيس شركات أخرى، لأن من يتقدم بطلب قرض من البنك، لابد أن يجيب على السؤال عما إذا كان قد فشل من قبل في تأسيس شركة، فإذا كانت الإجابة بنعم، فلا حاجة للشخص بأن يستمر في تعبئة استمارات طلب القرض. ويضيف مولر أن الأمريكيين يتعلمون منذ الصغر تحمل المسؤولية، ولذلك فهم أقل خوفا وأكثر استعدادا للمخاطرة من الألمان، الأمر الذي ينعكس على حياتهم الوظيفية.

Fußball Bayer-Manager Uli Hoeneß
مدير فريق بايرن ميونخ الالمانيصورة من: dpa

ويرى مولر أن ألمانيا مازال أمامها الكثير حتى تلحق بالولايات المتحدة في مجال تأسيس الشركات، ولكن في الوقت ذاته "لابد من الإشارة إلى أن معدل تأسيس الشركات يفوق معدل توقف الشركات عن العمل، حتى ولو كانت وسائل الإعلام لا تتحدث إلا عن إفلاس الشركات، وتصفية أعمالها". وينبه مولر إلى أن المسألة لا تتعلق فقط بعدد الشركات الجديدة، بل من المهم أيضا مراعاة مسألة نوعية هذه الشركات الجديدة، ففي اليونان وتركيا على سبيل المثال هناك عدد هائل من الشركات صغيرة الحجم، لا سيما في قطاع الزراعة الضخم، "ولكن حجم الأعمال لأحد مزارع الزيتون لا يمكن مقارنته بقيمة مبيعات شركة برامج كمبيوتر".