1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إعادة عرض أوبرا "ايدومينيو" في برلين وسط حضور قيادات إسلامية

دويتشه فيله+ وكالات (هـــــ.ع)١٩ ديسمبر ٢٠٠٦

شهدت أوبرا برلين إعادة عرض مسرحية "ايدومينيو" بعد تأخير دام أشهر خوفا من أعمال إرهابية على خلفية مشهد يظهر رأسا مقطوعا للنبي محمد وسط حضور عدد من رجالات الجالية المسلمة وحشد من الساسة الألمان وإجراءات أمنية مشددة.

https://p.dw.com/p/9a5X
عرض المسرحية المثيرة للجدل يطرح تساؤلا حول طبيعة العلاقة بين الدين والفنصورة من: picture-alliance/ ZB

بعد إلغاء دار الأوبرا الألمانية في برلين عرض أوبرا لموزارت "ايدومينيو" الذي كان مقررا قبل ثلاثة أشهر خوفا من تهديدات أمنية وأعمال عنف واحتجاجات قد يقوم بها متشددون مسلمون على خلفية مشهد يظهر رأسا مقطوعا للنبي محمد، تم أمس إعادة عرضها وسط حضور إعلامي كبير. ويتعلق الجدل حول هذه المسرحية بمشهد يظهر فيه الملك "ايدومينيو" على المسرح مع خمسة رؤوس مقطوعة لبوذا والمسيح والنبي محمد وبوسايدون إله البحر عند الإغريق. كما تم افتتاح هذا العرض المسرحي الذي حضره حوالي 1800 شخص وسط إجراءات أمنية مشددة داخل الأوبرا ومحيطها الخارجي، خوفا من حوادث أمنية أو أعمال إرهابية، خاصة في ضوء تهديدات سابقة بهذا الشأن. هذا وقد تسببت مثل هذه الإجراءات في تأخير العرض لمدة نصف ساعة بسبب الفحص الالكتروني للزائرين وأمتعتهم. وفي الوقت ذاته فإن هدوءا عاما أحاط بأجواء العرض وأن سير الأمور تم بطريقة سلمية وحضارية، حسب مصادر الشرطة..

وكانت الشرطة الألمانية قد اعتبرت في وقت سابق ان الأوبرا قد تشكل خطرا أمنيا لا يمكن التكهن بنتائجه، إلا انها وبعد إعادة تقييم الوضع قررت أنه لا يوجد خطر ملموس على دار الأوبرا أو على العاملين في هذا العرض المسرحي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن قرار إلغاء العرض في بداية الأمر قد قوبل بإدانة العديد من السياسيين والمثقفين الألمان الذين رأوا أنه لا يتعين على المجتمع الألماني التسليم بمثل هذه التهديدات. كما اعتبرت المستشارة أنجيلا ميركل إلغاء العرض آنذاك خطأ وأن الرقابة الذاتية لن تساعد في ردع الأشخاص الذين يريدون ممارسة العنف باسم الاسلام.

عرض المسرحية: نعم للفن ولا للتعصب

Deutsche Oper setzt Idomeneo wegen Islamisten ab Bühnenbild
شكّل عرض هذه المسرحية تظاهرة سياسية للتأكيد على حرية الفن في ألمانياصورة من: picture-alliance/ dpa

القائمون على هذا العرض المسرحي اعتبروا أن قرار إعادة عرض هذه المسرحية هو رسالة قوية لكل القوى المعادية لقيم الفن والحضارة وأنها تعبير عن انتصار قيم حرية الرأي والتعبير والديموقراطية. وفي هذا الإطار فإن الحضور القوي لعدد من كبار الشخصيات الرسمية الألمانية وعلى رأسهم رئيس البرلمان ووزير الداخلية وعمدة برلين بالإضافة إلى عدد من ممثلي الجالية الإسلامية، في إشارة منهم إلى التسامح بين أطياف المجتمع الألماني، تجسيد لهذه القيم وتأكيد لها. وعّبر وزير الداخلية فولفانج شويبله، عن سعادته "بعرض هذه المسرحية واستمتاعه بالموسيقى العذبة لموتسارت."

وفي السياق ذاته وفي تعليقه على هذا العرض المسرحي أعرب وزير الثقافة الألماني بيرد نويمان عن "إعجابه بالموسيقى والإخراج المسرحي"، إلا أنه في الوقت ذاته اعترف بأنه "لولا الضجة السابقة التي واكبت هذا العرض المسرحي لما كان هذا الحضور النوعي،" في إشارة منه إلى كبار الشخصيات السياسية الألمانية التي حضرت هذا العرض. كما اعتبر عمدة برلين، كلاوس فافريت، هذا الحدث بأنه "تظاهرة سياسية للتأكيد على حرية الفن."

وتجدر الإشارة هنا الى أنه على الرغم من الأجواء الهادئة التي رافقت عرض المسرحية، إلا أنه أثناء مشهد عرض الرؤوس المقطوعة للرموز الدينية هتف عدد من مشاهدي العرض ضد ذلك ودعوا إلى وقف هذا الأمر وهو ما تسبب في حدوث جدال مع آخرين لا يرون في هذا المشهد ما يسيء.

ردود أفعال الجالية المسلمة

Deutsche Oper setzt Idomeneo wegen Islamisten ab Bühnenbild
حضور عدد من قادة الجالية المسلمة هذه المسرحية أثار حفيظة أطراف إسلامية مختلفةصورة من: picture-alliance/ dpa

على الرغم من حضور بعض ممثلي الجالية الإسلامية افتتاح هذا العرض المسرحي، تعبيرا عن التسامح والاندماج مع المجتمع الألماني، إلا أن آخرين اعتبروا ذلك تسييسا لدور رجالات الجالية المسلمة. وفي هذا السياق، قال أيمن مازياك، سكرتير المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا وفي مقابلة مع القناة التلفزيونية الألمانية N-tv: "نحن نرفض أن يتمم توظيف رجالات الجالية الإسلامية كأدوات للدعاية السياسية في هذا الإطار." كما أوضح أنه لا يرغب بمشاهدة مثل هذا العرض على الرغم من الدعوات التي وجها وزير الداخلية للشخصيات الإسلامية التي شاركت في مؤتمر برلين للإسلام قبل أشهر قليلة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن عددا من ممثلي الكنائس في ألمانيا أبدوا تفهما لرفض بعض رجالات الجالية المسلمة المشاركة في افتتاح هذا العرض. وفي هذا الإطار تحدث رئيس اللجنة المركزية للكاثوليك الألمان، هانس يواخيم ماير، عن "أحداث لا تتماشى والدين."

ومن جهة أخرى، عبّر رئيس الجالية التركية المسلمة في ألمانيا، كينان كولات، عن "أسفه" لغياب بعض القيادات البارزة في الجالية المسلمة. وأضاف قائلا: "حضورنا لهذا العرض المسرحي وإن كان مؤلما يبعث برسالة خاصة للمجتمع الألماني بأن الفن يجب أن يبقى حرا." كما اعتبر كولات أنه "من للممكن للمرء أن يتعايش مع ذلك، بل لا بد له من ذلك."

اما السياسي اوميد نوريبور من حزب الخضر فيرى أن حرية التعبير لا تنفي حرية استهجان عمل فني ما، فمن حق أي مواطن في هذه المجتمع أن يمتنع عن رؤية عرض اوبرا معين إذا شعر أنه لا يتناسب مع ذوقه. الأمر نفسه ينطبق على قيادات الجالية المسلمة التي لم تذهب العرض، على حسب قوله السيد نوريبور. المهم من وجهة نظره هو ترسيخ ثقافة التسامح وحل الخلافات بالطرق السلمية في هذا المجتمع، ورفض ممارسة الرقابة الذاتية خوفا من الموت على يد التطرف الأعمى.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد