1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أعضاء فرقة الأركسترا العراقية في بيت بيتهوفن

٢٥ سبتمبر ٢٠١١

شكلت زيارة بيت بيتهوفن محطة رئيسية لأعضاء فرقة الأركسترا العراقية الذين يشاركون في مهرجان بيتهوفن المقام حاليا في مدينة بون، مسقط رأس الموسيقار. وقد رافقت دويتشه فيله الموسيقيين العراقيين الشبان وسجلت انطباعاتهم.

https://p.dw.com/p/12eqm
أعضاء الاوركسترا العراقية أمام بيت بيتهوفنصورة من: DW

الساعة الآن العاشرة صباحا في زقاق بون غاسه في مدينة بون، حيث يتواجد بيت أعظم الموسيقيين العالميين، لودفيغ فان بيتهوفن. حوالي خمسين شخصا كانوا هناك من فرقة الموسيقيين العراقيين الشباب، إلى جانب آبائهم المؤقتين، أي العائلات الألمانية والعربية التي تستضيفهم في بيوتها دون مقابل مادي لمدة أسبوعين. هذا إلى جانب حضور إعلامي ألماني كثيف. كل أعضاء الفرقة كانوا في الموعد مع بيتهوفن. ومنهم من جاء قبل الموعد ليعانق حلما قد تحقق.

تجمع عربي صغير أمام بيت بيتهوفن

أمام البيت الذي صار يحتضن تجمعا عربيا صغيرا، كانت أصوات التقاط الصور ووميض كاميرات التصوير تملأ المكان، في جو طغى فيه مزيج من اللغات العربية والكردية والألمانية والإنجليزية. روقة سعد، عازفة الكونتراباص في الفرقة كانت تتلقى من الحاضرين التعليقات على المقابلة التلفزيونية التي أجرتها معها في برلين القناة الثانية الألمانية في برنامجها الصباحي، حيث بدت خجولة أمام الكاميرا." لم تكن لغتها العربية مفهومة تماما " علقت روقة على ذلك.

Flash-Galerie Bonn Irakisches Orchester
بعد زيارة بيت بيتهوفن بدأ الشباب العراقي التدريبات: في أقصى الصورة وليد وقد ارتدى قميصا عليه صورة بيتهوفن، مباشرة بعد أن اشتراه من متجر المتحفصورة من: Rachel. Y. Baig

لم يدخل الشباب من الباب المخصص عادة للزوار العاديين، حيث دخلوا من باب آخر جانبي يقود إلى قاعة عروض متوسطة الكبر، تراصت فيها الكراسي على شكل مدرجات. وبعد أن أخذ كل واحد مكانه، جاءت جيتا شاتس، المرشدة المكلفة بمرافقة الشباب خلال الزيارة، لتقدم لهم التوضيحات اللازمة، ومعلومات عامة عن حياة بيتهوفن،وذلك قبل بدء جولة داخل بيت بيتهوفن.

رغم أن السيدة شاتس تقدم عرضها باللغة الانجليزية، إلا أنها كانت بحاجة إلى مترجمين للغتين العربية والكردية، ذلك أن أغلب الشباب لا يتقنون اللغة الانجليزية، ومنهم الكثير الذي لا يتكلم العربية وأحيانا لا يفهمها."يمنع التصوير داخل البيت منعا باتا، كما أرجو أن تتركوا أغراضكم الخاصة داخل هذه القاعة قبل البدء في الجولة." هذا ما قالته السيدة شاتس للشباب، الذين احتجوا على هذا القرار، ذلك أنهم كانوا يودون أخذ صور داخل البيت أيضا."يمكنكم أخذ الصور داخل حديقة المنزل." قالت السيدة شاتس.

"أنا في بيت بيتهوفن! لا أصدق"

Bonn Irakisches Orchester
وليد أحمد أحد أعضاء الفرقة :زيارة بيت بيتهوفن حلم تحققصورة من: DW

ولأن عدد الشباب كان كبيرا، تم تقسيم الفريق إلى ثلاث مجموعات. بدأت الزيارة من الطابق الأول حيث توجد قطعة اللباس الوحيدة التي تعود إلى بيتهوفن، وهي قطعة من قماش ارتداها بيتهوفن وهو رضيع أثناء التعميد. وكم كانت دهشة الشباب كبيرة وهم يقفون عند عرض للآلات الموسيقية التي كان يعزف عليها بيتهوفن." انظروا انظروا..." جمل يتبادلونها فيما بينهم من شدة الإعجاب. وليد( 23 سنة) أحد أعضاء الفرقة ومدرس موسيقى من مدينة كركوك يقول: "لو تفتحين قلبي الآن، ستكتشفين مدى الفرح الذي أشعر به. لكم كانت هذه الزيارة تشكل لي حلما من أحلامي وها هو يتحقق. أنا في بيت بيتهوفن ...أمر لا يصدق".

في الطابق العلوي حيث تتواجد الغرفة التي ولد فيها بيتهوفن في 17 من ديسمبر- كانون الأول سنة 1770، انهالت الأسئلة على السيدة شاتس وعلى المترجمة الكردية، وهما تحاولان الرد عليها قدر المستطاع. " لقد تعلمت من بيتهوفن أشياء كثيرة، تعلمت الإصرار والصبر وتعلمت حب الموسيقى والإيمان بها." يقول وليد الذي يتلمس بإعجاب جدار البيت وسقفه المنخفض.

قلب صغير في كتاب الزوار

Bonn Irakisches Orchester
جيتا شاتس مرافقة الشباب العراقي في المتحف وإلى جانبها المترجم إلى اللغة الكرديةصورة من: DW

في الطابق الأرضي وقبل الخروج إلى حديقة البيت، قام الشباب بتدوين جمل ورسوم في كتاب الزوار. غير أن وليد رسم قلبا كبيرا في الكتاب. سألته عن السبب فأجاب: " بسبب حبي الشديد للسيمفونية الخامسة. لا تتصوري مدى إعجابي بها، أعتقد أن أي موسيقي سمع هذه السيمفونية لن يفهم إبداع بيتهوفن فحسب، بل سيفهم الحياة كلها". بعد ذلك توجه أعضاء الفرقة إلى متجر المتحف حيث يباع العديد من الهدايا الصغيرة التي نقش عليها اسم " بيتهوفن " أو صورته. قضى الشباب في المتجر مدة طويلة، وتراصوا في شكل صف طويل أمام البائعة، واشتروا الكثير من الهدايا المرتبطة بالموسيقي الشهير وبمدينة بون.

كانت الزيارة التي استغرقت ساعتين، رحلة جميلة في عالم بيتهوفن الشاسع. ثم توجه الموسيقيون العراقيون الشبان إلى قاعة بيتهوفن للعروض، حيث يتمرنون قبل الحفل الكبير الذي سيقام في نفس القاعة في مطلع أكتوبر- تشرين الأول المقبل. وليد لم ينتظر وقتا طويلا، فخلال التدريبات ارتدى القميص الذي اشتراه من متحف بيتهوفن، تعبيرا عن حب كبير وحلم قد تحقق.

ريم نجمي

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد